تابع المجلس العدلي اللبناني برئاسة القاضي منير حنين امس، بعد توقف استمر شهراً ونصف الشهر، النظر في دعوى اغتيال الرئىس رشيد كرامي العام 1987 والمتهم فيها قائد "القوات اللبنانية" المحظورة سمير جعجع والعميد خليل مطر والرائد الاحتياط كيتل حايك والرقيب في قوى الأمن الداخلي كميل الرامي والقواتيين انطوان الشدياق وعزيز صالح. شكّلت الخصومة ومثّل النيابة العامة المدّعي العام العدلي القاضي عدنان عضوم ثم نودي على الشهود خوسيه باخوس وامال عبود وشحادة السواح، وأبقي على الشاهدة امال عبود سكرتيرة غسان توما. وكانت جلسة امس لاستجوابها من محامي الدفاع الذين حاول بعضهم وخصوصا عصام كرم اظهار تناقض في افادتها لدى المحقق العدلي وشهادتها امام المجلس العدلي في بعض الوقائع، مما جعل كرم يدّعي عليها امام المجلس العدلي بجرم "شهادة كاذبة"، معتبراً "ان هذه شهادة رسمية امام القضاء وليست افادة"، فاعترض عضوم موضحاً "ان ما قالته امام المحقق العدلي لا يختلف عما قالته امام المجلس". وقالت عبود انها قالت ما تذكرته وذكّرها المحقق العدلي بأمور منها قوله ان في حادث الاغتيال صرف مبلغ مئة الف دولار، مؤكدة "ان هذا المبلغ لا علم لها به". وأكدت انها تعرف المسؤول في سلاح البحرية عفيف خوري شخصياً وهو غير تابع لتوما، والتنصّت على خطوط الهاتف المدنية في ثكنات الجيش اللبناني التي تمرّ بالسنترال والعسكرية لا تنصّت عليها، وأن مبالغ كانت تدفع لضباط في الجيش وأحياناً كانت تسلّم لمطر. فطرح السؤال على العميد مطر فأجاب "الحقيقة عندي وأنا مسؤول عن كلامي. وهذه الشاهدة وخوسيه باخوس يتآمران عليّ"، نافياً معرفته بعبود وأول مرة رآها عند المحقق العدلي جورج غنطوس ولم يرها عند توما. فأكدت انها تعرف مطر فأردف "كاذبة". وأشار الى انه كان يتسلّم من "القوات" مظروفاً واحداً فيه 800 دولار لا مظاريف عدة كما يقولون وأن خوسيه باخوس كان يسلمه اياها منذ العام 1987 في منزله، وقبلها لم يكن باخوس يعرف منزله وأنه تسلّم المظروف من توما مرتين او ثلاث، وقال "اذا اخذ المدعي العام من المبالغ دولاراً انا اخذت ... وكلها صرفتها على الطائرات والآليات وعسكريين محتاجين وسيأتي الشهود". ونفت عبود انها سمعت جعجع يذكر اسم "كرامي او عبوة بل قالت ما سمعته عندما أدخلت القهوة اليهم وكان جعجع يحاول الجلوس قائلاً: هو قدنا الاخو...". كما نفت رؤية كريم بقرادوني ونادر سكر يوم العملية في مبنى الأمن، وأوضحت انها غادرت المبنى يومذاك عند الغروب وأن اول لقاء كان بين جعجع ومطر في بلدة رام في العام 1984. ونفى مطر ذلك فقال "لم يكن في رام ليلتها عشاء او اجتماع وجلست مع نادر سكر والنقيب جورج سرحال ثم حضر جعجع لدقائق ولم أكلمه او اسلّم عليه".