الكتاب: عمان - الديموقراطية الاسلامية المؤلف: حسين عبيد غانم غباش الناشر: دار الجديد - بيروت 1998 الكتاب في الأصل اطروحة جامعية أعدها الدكتور حسين عبيد غانم غباش بالانكليزية ونقلها الى العربية الدكتور انطون حمصي وصدرت في عنوان "عُمان - الديموقراطية الاسلامية: تقاليد الامامة والتاريخ السياسي الحديث 1500 - 1970"، وهو ينطلق من التاريخ العماني القديم وصولاً الى التطورات المعاصرة في مايتعلق بالشورى المطبقة في البلاد. القسم الأول من الكتاب يتحدث عن اصول الاباضية الذين نصروا علي بن أبي طالب في حربه ضد معاوية، ثم خرجوا عن طاعته عندما قبل بمبدأ التحكيم وشكلوا حزب "المحكمة" ليصبحوا لاحقاً الاباضية. ويسلط القسم الثاني الضوء على نظام الامامية من انتخاب الامام وحتى حالات الامامة الأربع فيعرفنا بمراتبها وطرق المبايعة، واجراءات انتخاب الأئمة وموانع الامامة وامكانات خلع الامام. ثم يتناول مؤسسات الامامة وهي: العلماء، المجلس، الولاة، القناة، بيت المال، الجيش، والعلاقات الخارجية. في الفصل الثاني تحدث عن الحقبة البرتغالية 1500 - 1650 وتقسم الى قسمين: الأول يتناول الرحلات البرتغالية الاستعمارية للوصول الى حرير الهند وبهاراتها ومعادنها لا سيما غزوة 1805 التي قادها الفونسو دو البوكرك والثورات التي قام بها شعب تلك المناطق ضد الغزاة. والثاني يتحدث عن سيطرة البرتغال الاستعمارية ومنافسة هولنداوبريطانيا وفرنسا لهذه السيطرة. وتحت عنوان "المثال الاباضي للدولة الاسلامية في التاريخ الحديث"، تحدث المؤلف عن الامام ناصر بن مرشد اليعربي 1624 - 1649 الذي انتخب وهو في الحادي والعشرين من العمر بالاجماع وتمكن من اعادة الوحدة الوطنية في عُمان واستطاع تصفية الوجود البرتغالي في عمان. وبعد وفاته في العام 1649 خلفه وبالاجماع ايضاً سلطان بن سيف اليعربي الذي حكم ابتداء من العام 1688 ويعتبر عهده امتداداً لعهد مؤسس الدولة اليعربية. وقد استعادت عُمان موقعها كأقوى دولة بحرية في المحيط الهندي. ثم خلفه ابنه بلعرب بن سلطان 1688 - 1711 الذي تحدى سلطانه اخوه سيف وخاض حرباً ضده، وعند وفاة بلعرب فرض سيف نفسه اماماً ثم خلفه من بعده ابنه سلطان وفي زمنه سيطرت عمان على منطقة الخليج. ولكن الدولة اليعربية سقطت بعد وفاة سلطان ووقوع حرب اهلية امتدت بين العامين 1737 و1741، وانتهت على يد احمد بن سعيد. الفصل الرابع جاء تحت عنوان "دولة البوسعيد: اصول نظام السلطنة"، وفيه تحدث عن الامام احمد بن سعيد البوسعيدي 1741 - 1783 الذي انهى الحرب الاهلية. لكن عُمان عادت الى الانقسام بعد وفاته فأصبح هنالك عمان الداخل وعمان الساحل، وقد عززت بريطانيا هذا الانقسام ودعمته. اما الفصل الخامس "ساحل عمان: التاريخ المشترك 1750 - 1850" فيتناول الدور الذي لعبه القواسم في هذه المنطقة وصراعهم مع البوسعيد، وكذلك الصراع بين القواسم وبريطانيا وما نتج عنه من سقوط رأس الخيمة وتوقيع ما سمي بالمعاهدة العامة مع الشيوخ 1820 والتي أدت الى تقسيم هذه المنطقة وهو ما سعت اليه بريطانيا الاستعمارية لزمن طويل. تلك كانت ابرز المواضيع التي عالجها الباب الأول من هذا الكتاب، اما في الباب الثاني الذي جاء تحت عنوان "التحدي الاستعماري والاجابة الامامية: من تفكيك الامبراطورية العثمانية الى العهد الحديث" فقد أشار المؤلف الى ان بريطانيا الاستعمارية كانت ترمي الى تقسيم الدولة العمانية - الأفريقية، اي فصل زنجبار عن عمان. وبعد ان تناول الدولة العمانية - الافريقية 1650 - 1860، تحدث عن الصلات بين عمان وزنجبار من نهاية القرن الثامن عشر ثم عن مرحلة حكم سعيد بن سلطان وختم بالكلام عن العلاقات العمانية - الفرنسية - البريطانية التي رافقها ما سمي بمشكلة تجارة الرقيق. وتركز الفصول اللاحقة على التطورات المحلية والاقليمية التي اوصلت الى استقلال سلطنة عمان عن النفوذين الفرنسي والانكليزي المتصارعين في منطقة الخليج منذ منتصف القرن الماضي. وذلك في وضوح لا غنى عنه لفهم طبيعة نظام الديموقراطية الاسلامية المتمثلة بالشورى كما هي مطبقة في البلاد حالياً.