عقب هزيمته الاثنين الماضي في مدينة مرسيليا أمام انكلترا صفر/2، يواصل المنتخب التونسي تحضيراته في مدينة مونتاليمار الفرنسية مقر اقامته خلال بطولة كأس العالم، استعداداً لمباراته الثانية الاثنين المقبل في مدينة مونبلييه مع منتخب كولومبيا. وبعد 3 أيام من الهزيمة، لا زالت الآثار ملحوظة على كافة أفراد البعثة التونسية التي، وإن لم تكن تنتظر الشيء الكبير سوى المفاجأة أمام منتخب انكليزي عتيد، فإنها كانت في المقابل تتوقع أداء أفضل من قبل عناصر المنتخب. الفريق التونسي الذي لم يتمكن من تحقيق المفاجأة، فشل في تقديم عرض مشرف يليق بالسمعة التي تتمتع بها كرة القدم التونسية، وقد خيّب أمال جماهيره التي كانت تنتظر منه الكثير قياساً على ما سبق المباراة من تصريحات اتسمت بالتفاؤل. واعترفت عناصر المنتخب التونسي بأنها لم تكن في مستوى الامال المعلقة عليها ولم تقدم العرض المنتظر منها، وذلك باستثناء عدد قليل من اللاعبين في طليعتهم الحارس المتألق شكري الواعر الذي تصدى بشجاعة لمحاولات أفراد الهجوم الانكليزي، ثم المدافع خالد بدرة وبدرجة أقل قيس الغضبان، وذلك في حين لم تقدم بعض العناصر الأساسية الأخرى كالسويخ وبية الشيء المنتظر منها. واعترف المدرب كاسبارجاك بدوره بأن المنتخب الذي كان في مهمة صعبة أمام انكلترا، لم يقدم المنتظر منه نتيجة ضعف مردود بعض اللاعبين الأساسيين الذين كانوا دون مستواهم الحقيقي. وتعرض كاسبارجاك لسيل من الانتقادات من قبل الصحافة الفرنسية وكذلك العديد من الفنيين الذين عبروا عن عدم رضاهم على الخطة التكتيكية التي اتبعها المنتخب التونسي والتي اتسمت بالحذر الشديد المبالغ فيه وبعدم المجازفة. ولاحظ البعض أن هذه الخطة خلقت في اللاعبين الشعور بعدم الثقة في امكاناتهم وهو ما أثر على مردودهم وأدخل في نفوسهم الارتباك. ويرى البعض ان كاسبارجاك انتهج هذه الخطة الدفاعية الحذرة جداً خوفاً من ردود فعل المنتخب الانكليزي، خصوصاً خط هجومه وحتى يخرج، حسب رأيهم، بأخف الأضرار، بينما يحمّل كاسبارجاك بدوره عناصر الفريق مسؤولية قلة المبادرة وعدم المجازفة. فرصة التدارك والعبور... وكان لهذه الانتقادات الأثر الكبير في نفوس عناصر المنتخب التي أعربت عن عزمها في التدارك بعد ظهر الاثنين المقبل في مونبلييه أمام منتخب كولومبيا حتى يحافظ المنتخب على حظوظه من أجل دخول الدور الثاني. وترى عناصر الفريق التونسي ان المهمة أمام كولومبيا لن تكون سهلة، لكن بالامكان تحقيق نتيجة ايجابية، خصوصاً ان كولومبيا ليست في مستوى انكلترا. وفي هذا الصدد، أكد كاسبارجاك ان حظوظ اجتياز عقبة منتخب كولومبيا قائمة شريطة ان تكون كافة العناصر في الموعد وأن تثبت كفاءتها وامكاناتها. أما الثنائي البوعزيزي والسليمي فقد لاحظ أن موعد كولومبيا يعد الفرصة الأخيرة التي تتاح للمنتخب التونسي من أجل مواصلة المشوار في هذه البطولة العالمية، وأنه يجب التركيز وتقديم عرض أفضل من الذي قدم أمام انكلترا حتى يتمكن المنتخب من الخروج بنتيجة مشرفة ويتدارك ما فاته. والسؤال المطروح في مونتاليمار يتعلق بمدى رد فعل المنتخب التونسي أمام كولومبيا؟ وهل ستتمكن عناصر الفريق فعلاً من تدارك الموقف أمام منتخب كولومبيا الذي يسعى هو الآخر للتدارك. ويمكن بالتالي اعتبار مباراة تونسوكولومبيا مباراة الحسم، فلمن ستكون الكلمة الأخيرة