عاشت قرية الحمادية في بلدية الزبيرية ولاية المدية جنوب العاصمة أول من أمس، ليلة من الرعب تحت رحمة مجموعة مسلحة قدرت بأكثر من 30 عنصراً حاصروها ساعات عدة قبل أن يدخلوها وينفذوا فيها مجزرة راح ضحيتها 13 مواطناً. وأشار بيان لأجهزة الأمن وزعته "وكالة الأنباء الجزائرية" أمس، ان الجريمة وقعت في ولاية المدية، وجرح فيها ستة أشخاص اضافة الى القتلى ال 13. وتشهد الجزائر منذ ثلاثة أشهر تقريباً تصاعداً في العمليات الارهابية التي تستهدف المواطنين، أو التي تستهدف الجنود وعناصر الحرس البلدي. ويرجع مراقبون هذا التصعيد الى عوامل عدة منها ان الجيش حقق انتصاراً كبيراً على قواعد الجماعات المسلحة في الجبال، مما جعل رد الفعل يأتي في شكل "حواجز مزيفة" أو عمليات اغتيال جماعية لمواطنين في قرى نائية. إلا أن بعض المصادر لا يستبعد أن تعود عملية التصعيد الى عاملين آخرين أولهما الذكرى ال 36 للاستقلال، والتي يتوقع أن تعلن الدولة خلالها اجراءات لمصلحة العناصر والجماعات التي اعلنت الهدنة. ويذهب بعض المصادر الى أن هناك أطرافاً في السلطة تريد أن يلتحق "الجيش الاسلامي للانقاذ" بالفرق الأمنية المكلفة محاربة الارهاب، علماً ان بعض المحاكم شرع في اصدار عفو عن الذين سلموا أنفسهم في اطار "قانون الرحمة". أما العامل الثاني فهو اجراء الاحتفالات لمناسبة عيد الاستقلال في ولايات الشرق. ولذلك فإن بعض معارضي الهدنة يريد أن يثبت ان "أمير جيش الانقاذ" مدني مزراق غير قادر على الوفاء بتعهده للسلطة بإعادة الأمن الى هذه الولايات. وأفاد بيان لأجهزة الامن أ ف ب أمس ان اربعة اشخاص قتلوا وجرح اربعة آخرون الاربعاء بانفجار قنبلة في مقبرة في بورقيقة قرب تيبازه، موضحاً ان القتلى هم نساء من عائلة واحدة كن يزرن قبر قريب لهن. من جهتها ذكرت الصحف الجزائرية امس ان ثلاثة اسلاميين مسلحين ومدنياً واحداً قتلوا الثلثاء في قسنطينة شرق والمدية جنوب. واضافت ان قوى الامن قتلت الاسلاميين الثلاثة، وبينهم امرأتان، قرب منطقة سوساوي عند مدخل مدينة قسنطينة، خلال عملية بحث واسعة النطاق قامت بها اثر مقتل شخصين. وتمت مطاردة خمسة اسلاميين مسلحين بينهم ثلاث نساء الا ان رجلا وامرأة تمكنا من الفرار. اما المدني فمزارع قتل في انفجار قنبلة وضعت في حقله قرب المدية. واضافت صحيفة "لو ماتان" انه تم تجنب وقوع مذبحة الثلثاء على الطريق بين الاخضرية والقادرية شرق الجزائر عندما تمكنت حافلة تقل مسافرين من تجنب "حاجز مزيف" اقامه نحو ثلاثين "ارهابياً". وتابعت الصحيفة ان دورية تابعة لقوى الامن كانت تمر قرب المكان ساهمت في فرار "المجموعة الارهابية" بعد محاصرتها.