لا مجنسين في شمسطار لكن باصات "بولمن" المحملة بعشرات الناخبين الى هذه البلدة والقرى المحيطة بها، وقد ألصقت على زجاجها الامامي صور الرئيس حافظ الاسد، تشي بحجم المعركة التي تُخاض للفوز بمقاعد المجلس البلدي لاتحاد بلدية شمسطار. ركاب "بولمن" يحملون الجنسية اللبنانية وفي لوائح الشطب لا وجود لمجنسين، انما هم لبنانيون تفرّق اجدادهم بين البقاع ومنطقة حمص واحتفظوا بهويتهم اللبنانية وهم ما حضروا امس لولا ماكينات انتخابية تكفلت بإحضارهم، وأقواها ل"حزب الله". فالمعركة التي يخوضها تحت شعار "التغيير" طرفها الآخر الرئيس حسين الحسيني وهوايضاً رئيس اتحاد بلدية شمسطار الذي يضم عشر قرى، منذ نهاية الخمسينات ويخوض معركة اليوم لتنصيب شقيقه مهدي الحسيني خلفاً له. شمسطار لا تخوض معركتها بصور المرشحين فهي نادرة. لكن شعارات "التغيير" تملأ المكان في ما يشبه الانتفاضة على واقع الحال المزري. فمؤيدو لائحة "التغيير" المكتملة يأخذون على الحسيني اهماله الخدمات لكنهم لا يقللون من رصيده في شمسطار والقرى المحيطة بسبب شبكة المصالح والخدمات التي حاكها على مدى اربعين عاماً. وفي المقابل يراهنون على وعي اهل المنطقة، وخصوصاً المتعلمين، وعلى الخدمات التي قدمها "حزب الله" في غياب خدمات البلدية. ويقول نائب الحزب حسين الحاج حسن الذي واكب سير العملية الانتخابية بعض الوقت من منزل رئيس تحرير جريدة "السفير" طلال سلمان في البلدة، ان المعركة ليست خصومة سياسية مع الرئيس الحسيني "انما تهدف الى تغيير عقلية سائدة ونحن لا نريد ان نستأثر اذا كنا اقوياء ولا ان نُلغى اذا كنا ضعفاء، كنا نرغب في التوافق لكن الرئيس الحسيني اصر على ابقاء شقيقه على رئاسة اللائحة فرُفض طلبه وفرط التوافق". الرئيس الحسيني بدا في المقابل متحفظاً في تعاطيه مع اليوم الانتخابي الطويل، وهو ادلى بصوته في ثانوية البلدة الملاصقة لقصره وسط تصفيق مندوبيه في القلم وعلى شرفة منزل قريب مرّ امامه، وحين اقترع لم يشأ استخدام الستارة وارتفعت اصوات مندوبي اللائحة المضادة، تسأل: مواليد اي سنة؟ لكثرة ما حملت لوائح الشطب اسم حسين علي الحسيني من أجيال مختلفة. وقد راهن على وعي المواطنين في تجنب التشطيب وترك لهم اختيار من يرونه مناسباً لملء مقعدين شاغرين في لائحة "الاصلاح" أدت الحزازات العائلية الى عدم شغلهما" ويتردد في البلدة ان رشاوى دفعت لتأييد لائحة دون أخرى. وعلى مرمى حجر من شمسطار بدت بلدة طاريا كأنها تخوض العمل الانتخابي للمرة الاولى في تاريخها، فهي انفصلت عن اتحاد بلدية شمسطار في الستينات وكل المرشحين من آل حمية العائلة الوحيدة فيها، وقد توزعوا على لائحتين متنافستين احداهما برعاية "حزب الله" وله فيها حزبيون، وأخرى برعاية "حركة أمل" و"ثورة الجياع" والحزب القومي السوري. في احد مراكزها اختلط الحابل بالنابل ورئيس احد الاقلام كان يلتهم سندويش دجاج كانت امرأة من البلدة افترشت زاوية في القلم وراحت تشق "الفراريج" بيديها وتملأ بها ارغفة الخبز لتدفع بها الى افواه رؤساء الاقلام والمندوبين. وكرم آل حمية واكبه كرم في الاصوات، وتجاوزت نسبة المشاركة حتى الظهر60 في المئة. وقلل المرشح على لائحة "حزب الله" حبيب حمية من حصول مشكلات كون المتنافسين ابناء عم "والمشكل الواحد سيعني مشكلاً في كل بيت". بلدة بدنايل التي انشقت بدورها عن الاتحاد البلدي خاضت معركتها بين مؤيد ل"حزب الله" ومؤيد ل"امل" والاحزاب. وجيّرت أصوات 300 مجنس تركماني لاحدى اللوائح، وتردد ان ضغوطاً مورست عليهم لانتخابها لأن بين مرشحيها من يملك والده اراضي يعيش عليها المجنسون الذي لم يكن يحق لهم الى زمن قريب استملاك الارض.