أكدت مصادر مطلعة في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس ان زعيم الحركة الشيخ أحمد ياسين لا ينوي البقاء في مصر في حال رفضت اسرائيل دخوله الى قطاع غزة. ونقل المصدر عن الشيخ ياسين قوله انه لا يريد من أي دولة عربية ان تغطي على موقف اسرائيل الرافض عودته الى وطنه. وأكد المصدر ان الحركة مستعدة اعطاء الحكومة المصرية ضمانات بنية الشيخ هذه. وكان الشيخ ياسين قرر انهاء جولته في عدد من الدول العربية والاسلامية والعودة الى بلاده، وقرر مغادرة محطته الأخيرة الخرطوم الى القاهرة الثلثاء الماضي غير ان مسؤولاً في السفارة المصرية أبلغ الشيخ ان يؤجل عودته ريثما ترتب مصر ضمان دخوله الى قطاع غزة. وتتردد منذ أيام انباء عن مناقشات في أوساط الحكومة الاسرائيلية بشأن رفض أو قبول عودة زعيم "حماس" المعارض القوي لعملية السلام الحالية. وأكد المصدر ان الشيخ ينوي في حال موافقة السلطات المصرية له بالمرور بالقاهرة التوجه فوراً الى معبر رفح وفي حال رفض الاسرائيليون السماح بدخوله سيعتصم هناك "حتى ينفضح الموقف الاسرائيلي للعالم". وترغب "حماس" ان تكشف ان اسرائيل هي التي ترفض عودته وليس أية دولة عربية أو حتى السلطة الوطنية الفلسطينية. وفي حال تعذر دخول الشيخ ياسين الى غزة سيغادر مصر الى واحدة من الدول العربية والاسلامية التي زارها في جولته الأخيرة وهي السعودية وقطر والكويت والامارات وايران واليمن وسورية والسودان. وقال المصدر ان جميع هذه الدول ترحب بعودة الشيخ لها. وقال المصدر ان الشيخ ياسين سيعمد في حال بقائه خارج وطنه الى الترويج لرؤيته الشاملة للتحرير والتي تقوم على جمع جميع القوى الاسلامية والوطنية في الأمة والتصالح بين الحركات الاسلامية وحكوماتها وأن توجه الحركات الاسلامية نشاطها نحو "العدو الاسرائيلي المشترك". وقال المصدر ان الشيخ ياسين مهتم بداية بتقوية الموقف السوري الرسمي وذلك بدفع القوى الاسلامية في سورية للتصالح مع الحكم. وأضاف ان الشيخ ياسين عرض رؤيته على الرئيس حافظ الأسد ونائبه عبدالحليم خدام اللذين اهتما بالموضوع واتفقا مع الشيخ على ضرورة توحيد الصف الاسلامي خلف الحكومات المناهضة لاسرائيل في المنطقة. واشار المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الشيخ ياسين رفض رأي قطاع كبير في قيادات الحركة فضل بقاءه في الخارج بغرض تنشيط الرأي العام حول القضية الفلسطينية واعادتها الى أصلها كقضية تحرر وطني وذلك بأن يستمر الشيخ في جولاته التي يمكن أن تأخذه الى خارج العالم العربي والاسلامي، واصر الشيخ على رغبته في العودة. وفي الخرطوم اوضح مصدر مسؤول في مكتب حماس ان الحركة تلقت تطمينات من القاهرة بالسماح الشيخ ياسين بالمرور عبر اراضيها في طريقه الى قطاع غزة. وقال مدير مكتب "حماس" في الخرطوم جمال عيسى ان الشيخ ياسين بدأ جولته الحالية انطلاقاً من مطار القاهرة بوعد مصري بالعودة الى غزة عبر الاراضي المصرية. واضاف في تصريح ل "الحياة" ان السفارة المصرية في الخرطوم ابلغت مكتب "حماس" الثلثاء الماضي بتأجيل زيارة الشيخ ياسين للقاهرة التي كان يقصدها للاستشفاء، لمدة يومين قبل عودته الى غزة. وقال عيسى ان السلطات المصرية اكدت ان ما حدث يعتبر تأجيلاً بهدف اجراء بعض الترتيبات الادارية ولا يمثل منعاً او رفضاً لزيارة الشيخ ياسين، مشيراً الى ان السلطات المصرية اكدت انه سيسمح للشيخ ياسين في غضون ايام بالدخول الى الاراضي المصرية. ونقل عن زعيم "حماس" قوله انه ان كانت للسلطات المصرية تحفظات على دخوله اراضيها، فلا أقل من السماح له بالمرور. وكرر عيسى ان القاهرة اكدت مجدداً ان قرارها لا يمثل منعاً لزيارة الشيخ ياسين بل يتعلق باجراءات ادارية. وكشف عيسى عن اتصالات تجريها قيادات "حماس" بالاردن اضافة الى مكتب الخرطوم لمعرفة تطورات الموقف. ورجح ان ينجلي الموقف صباح اليوم حسب تطمينات القاهرة. ولفت مسؤول "حماس" الى ان "الحكومة الاسرائيلية كانت تتابع جولة الشيخ ياسين وخلُصت الى الخطأ الكبير الذي ارتكبته بالسماح له بالقيام بها نظراً للمكاسب التي حققتها الحركة على الصعيدين السياسي والاعلامي". واضاف ان مداولات جرت لمنع الشيخ ياسين من دخول غزة، لكن السلطات الاسرائيلية غلبت السماح على المنع مشيراً الى ان اسرائيل قد تعيد النظر في عودة الشيخ ياسين مستغلة التأخير المصري، مما يدخل المنطقة في تعقيدات جديدة. وقال: "اننا في حماس نعتقد ان لا علاقة لنا بهذا التعقيد وستدفع اسرائيل ثمن معركة الابعاد إن حاولت إبعاد الشيخ"، مبيّناً ان للحركة وسائلها في ارغام اسرائيل على التراجع عن قراراتها الظالمة"، ومشيراً الى انها "نجحت سابقاً في ارجاع 415 مبعداً مرة واحدة في مرج الزهور فكيف الشيخ ياسين"