قرأت ما كتبه عبدالله المدني في عدد "الحياة" رقم 12873 المحرر في 7/2/1419ه الموافق 2/6/1998، بعنوان "المثقفون العرب والموقف اللاعقلاني من الهند" بمناسبة التفجيرات النووية التي اجرتها الهندوباكستان. واستغربت ما جاء في المقال من تجن على الحقيقة ومن حقد على الدولة المسلمة باكستان وانحياز مفرط للمتعصبين الهندوس الذين يتولون الحكم الآن في الهند. ومن التجني على الحقيقة ان يذكر كاتب المقال موقف باكستان المؤيد للعرب في قضية فلسطين والتاريخ يقول ان موقف المسلم الباكستاني والحكومة الباكستانية لا يختلفان عن موقف أي مسلم عربي ودولة عربية من قضية فلسطين منذ انشاء دولة اسرائيل. ولم تعترف باكستان بدولة اسرائيل الى اليوم، بينما اعترفت الهند باسرائيل سنة 1950 كما اعترف بذلك كاتب المقال وانشأت معها علاقات تعاون في كل المجالات. باكستان هي الدولة الوحيدة التي وقفت مع العرب ضد كل الدول التي وقفت تؤيد انشاء دولة اسرائيل. وباكستان الدولة الوحيدة التي لم تستسلم للضغط الاميركي والغربي وأنا أرشد كاتب المقابل الي قراءة كتاب "جهاد شعب فلسطين" خلال نصف قرن "لوزير الخارجية الليبي صالح سعود أبو بصير الذي قتلته اسرائيل بإسقاط طائرته في الأجواء العربية. يقول الكاتب عبدالله المدني: اعترفت الحكومة الهندية باسرائيل في العام 1950 كأمر واقع بعدما اتضح ان الأخيرة نجحت في ترسيخ أقدامها على الأرض المغتصبة وفي اقامة مؤسساتها ونيل اعتراف الدول الكبرى، إلا ان حكومة المؤتمر بزعامة نهرو رفضت في الوقت نفسه ان تتبادل التمثيل الديبلوماسي معها حرصاً على علاقاتها التاريخية مع الشعوب والحكومات العربية ومراعاة لمشاعر مسلمي الهند التي كان يجسدها مولانا أبو الكلام ازاد من جهة، الخ. إذا تمعن القارئ في كلام الكاتب يجده متناقضاً مع نفسه، فقد اعترف ان من أسباب عدم تبادل التمثيل الديبلوماسي مراعة مشاعر المسلمين. اذن مشاعر المسلمين لها دور في عدم تبادل التمثيل الديبلوماسي مع الكيان الصهيوني، فما بالك اذا كانت الدولة اسلامية كباكستان واندونيسيا، فكيف سيكون دور هذه المشاعر مع العرب في قضية تعتبر قضية اسلامية وهي قضية فلسطين والقدس. وفات الكاتب انه لم يفرق بين حزب المؤتمر الذي كان يقوده نهرو وبين الحزب الذي يحكم الآن وهو حزب هندوسي متعصب وهؤلاء هم الذين هدموا مسجد بابري حقداً على الاسلام والمسلمين. ويذكر ان المهاتما غاندي قتل على يد هندوسي بسبب مراعاة غاندي لمشاعر المسلمين في الهند.