تقدّم دار سوذبيز للمزاد مجموعة من لوحات الاستشراقيين ضمن مزاد لأعمال رسامين اوروبيين من القرن التاسع عشر في نهاية الشهر الجاري. وعلى الرغم من ان المجموعة تحتوي على لوحات تزيينية الا انها تبرز العلاقة بين الرسام والموضوع، سواء كان طبيعة او اشخاصاً. وهي علاقة يطغى عليها الجانب التقني، فكأن الفنان يمر بامتحان في الدقة والتسجيل والألوان. وفي لوحة "مغربية" للرسام الاسباني خوسي مويا نرى اهتمامه بالجزئيات، اذ تظهر المرأة وكأنها "وردة" بين منسوجات وحرير، في حين ركز الفنان على السجاد والرسوم والمزركشات. وعرض الرسام اللوحة في صالون باريسي في العام 1881، وهي مطروحة الآن بمبلغ بين 25 ألفاً و35 الف جنيه. رسام اسباني آخر هو انطونيو كوستا نهج الاسلوب نفسه في لوحة "العربي" 1879، فاذا بالخلفية تأخذ حيزاً واهتماماً بالقشاني والسجاد المعلق على الحائط. بل ان السارية تبرز في مقدم اللوحة اكثر منها في وجه الرجل 150 ألفاً - 200 الف جنيه. واختار الرسام شارل فايدا التركيز على اللون الداكن تعبيراً عن حزن المرأة، الا ان خلفية الدكان تلغي مثل هذا الاعتبار 30 ألفاً - 40 الف جنيه. ويرقى الاحتفاء بالنقوش المعمارية اوجاً في لوحة "الحارس" للفنان لودفيك دويتش 40 ألفاً - 50 الف جنيه، فكأن الرسام يستخدم الحارس النوبي ليعبّر عن شغف بالتصميم الهندسي. ونرى هنا الهيبة تختلط بالواقعية، منعكسة في لون منسجم هادئ. ويحتوي هذا المزاد الذي يجري في 24 من الجاري على حوالى سبعة وسبعين لوحة. وكانت سوذبيز قدمت اول من امس مزاداً آخر لرسامين بريطانيين شمل عدداً من مناظر الشرق، كان اهمها لوحة "جياد" رسميها فريدريك لويس في اسطنبول في العام 1841، وبيعت بحوالى 200 الف جنيه استرليني.