باريس - أ ب، أ ف ب، رويترز - عشية انطلاق كأس العالم لكرة القدم في فرنسا، دخل اضراب طياري شركة الخطوط الجوية الفرنسية "آر فرانس" يومه التاسع أمس الثلثاء، وبات من المؤكد أن يتأثر المونديال بنتائج هذا الاضراب حتى لو تم التوصل إلى اتفاق بين المضربين وإدارة الشركة في الساعات القليلة المقبلة. وتتراكم المشاكل العمالية في فرنسا لتسيء إلى صورة البلاد في الخارج، إذ كان من المقرر أيضاً أن يبدأ سائقو القطارات أمس اضراباً يستمر 24 ساعة، إضافة إلى اضراب الأطباء المتدربين العاملين في المستشفيات التعليمية. وباتت فرنسا الآن في وضع لا تضمن معه افتتاحاً سلساً لبطولة كأس العالم لكرة القدم، أكثر الأحداث الرياضية شعبية في العالم، من دون شركة طيرانها، ليتأثر السفر جواً وتتقطع السبل بعشرات الآلاف من مشجعي كرة القدم، فيما كان منظمو البطولة يأملون في إظهار كفاءة الأداء الفرنسي. وحتى بعد ظهر أمس كانت "آر فرانس" لا تزال مصابة بالشلل ولم تستطع ترتيب سوى 25 في المئة من رحلاتها المعتادة. وقد تحول الخلاف في "آر فرانس" عشية انطلاق المباريات اليوم الأربعاء إلى مبارزة بين الطيارين المضربين وإدارة الشركة التي تلقى دعماً من الحكومة اليسارية. وستتخذ إدارة "آر فرانس"، ثامن أكبر شركة طيران في العالم، اليوم الأربعاء أو غداً الخميس قرارات حاسمة في هذا النزاع. ويهدد جان سيريل سبينيتا رئيس مجلس إدارة الشركة المدعوم من رئيس الوزراء ليونيل جوسبان، بفرض خطة لتجميد أجور الطيارين ال 3200 العاملين في الشركة والذين يتقاضون أجوراً أفضل من طياري الشركات المنافسة. وأعربت نقابة الطيارين الرئيسية عن عزمها "المضي حتى النهاية" في تحركها، وحذرت الإدارة من أي قرار يغير وضع الأجور. وقال الناطق باسم هذه النقابة كريستيان باري أن "الشرخ سيكون نهائياً" مع الطيارين في حال تم ذلك. وبدأ الطيارون الذين اتهموا ب "احتجاز المونديال رهينة"، اضرابهم قبل 9 أيام احتجاجاً على مشروع لخفض أجورهم بنسبة 15 في المئة مقابل امتلاكهم لأسهم في شركة "آر فرانس". وتشير الإدارة إلى أن الاضراب كبد الشركة خسائر تزيد على بليون فرنك 166 مليون دولار. وكانت "آر فرانس"، التي تملكها الدولة بنسبة 70 في المئة، أعلنت تسجيل أرباحاً صافية بلغت 87،1 بليون فرنك 310 ملايين دولار لعام 1997 - 1998 بعد 7 أعوام من الخسائر. وحتى في حال التوصل إلى اتفاق في الساعات القليلة المقبلة، فإن المونديال سيتأثر لأن "آر فرانس" تحتاج إلى ما يراوح بين 24 و72 ساعة لمعاودة العمل في خطوطها الداخلية والدولية. وعلى رغم اضراب الطيارين، حافظت "آر فرانس" على شعارها "شركة النقل الرسمية لكأس العالم". وأعلنت أنها قادرة على تسيير الرحلات ال 110 الخاصة المقررة مع اللجنة المنظمة للمونديال لنقل الفرق بين 9 و27 حزيران يونيو. في الوقت نفسه، رفضت الشركة عرضاً طرحه الطيارون المضربون بنقل حاملي تذاكر نهائيات كأس العالم إلى فرنسا مجاناً. ولم يأت قرار الشركة مفاجأة حيث قالت أول من أمس الاثنين إنها خطة غير قابلة للتنفيذ. وذكرت الشركة أنها لا تستطيع تبرير التفرقة بين العملاء على أساس ما إذا كانوا يحملون تذاكر في مباريات كأس العالم لكرة القدم. ومن بين المشاكل الأخرى، ان الطيار المضرب سيحلق بطائرته من دون تغطية تأمينية ما دام مضرباً، كما أن العمل من دون أجر "غير قانوني" وفقاً للاتحاد الرئيسي للطيارين.