تقلع بعد ظهر اليوم طائرة مونديال فرنسا من استاد سان دوني، الذي تكلف نحو 500 مليون دولار في بلد عريق يئن من البطالة، وعلى متنها منتخبات 32 دولة تعدادها السكاني مجتمعة 200,404,2 بليون نسمة أي خمس عدد سكان الكرة الارضية. الرحلة شاقة وطويلة، وسيشد 704 لاعبين الأحزمة حتى 12 تموز يوليو، ومن يصمد حتى نهاية اليوم الثالث والثلاثين سيتسلم من الرئيس جاك شيراك الكأس. ويتوقع ان يتابع المباريات ال 64، تلفزيونياً، نحو 37 بليون نسمة أي ما يعادل خمس مرات عدد سكان المعمورة وضعف العدد الذي تابع دورة اتلانتا الاولمبية صيف 1994. وبسبب كثافة المتابعة بلغ سعر الاعلان ومدته 30 ثانية في المباراة النهائية مليون فرنك حوالي 175 ألف دولار في فرنسا، وسيرتفع الى 5،1 مليون إذا ما كان منتخب فرنسا طرفاً فيها. وخصصت للذين سيتابعون المباريات ميدانياً 2599241 بطاقة منها نحو نصف مليون بيعت في الخارج. وراوح سعر البطاقة بين 2950 فرنكاً نحو 500 دولار و145 فرنكاً 25 دولاراً. وتلقت اللجنة المنظمة 25 مليون اتصال هاتفي لحجز 170 الف بطاقة مخصصة للجمهور في الدور الاول. وخصصت فرنسا للدورة عشرة ملاعب فيها 457475 مقعداً. ولبناء ملعب سان دوني وتجديد الملاعب الاخرى انفقت 4 بلايين فرنك نحو 650 مليون دولار. وداخل كل ملعب 17 كاميرا تلفزيونية و125 مركزاً لمعلقي التلفزيون والاذاعة 150 مركزاً في المباراة النهائية، وفي كل مركز 3 مقاعد وجهازا تلفزيون لنقل المباريات التي تستمر 96 ساعة من دون احتساب الاوقات الاضافية المحتملة. اما عدد مقاعد الصحافيين في كل ملعب فهو 500 مقعد وسيرتفع العدد الى 1000 في نصف النهائي و1750 في النهائي. وستكون الدورة الاشد كثافة إعلامياً حيث سيغطيها 12 الف إعلامي هم 3200 صحافي و4000 معلق إذاعي وتلفزيوني و4000 تقني و840 مصوراً. ووضعت اللجنة المنظمة في خدمة الاعلاميين واللجان العاملة وكبار الضيوف والشركات الراعية 45 شركة 15 ألف هاتف و4000 تلفزيون و300 آلة تصوير و500 طابعة و2000 كومبيوتر. وأمّنت فرنسا 12 الف متطوع للعمل في الدورة من طلاب وسيدات ومتقاعدين، ويبلغ عدد أفراد الجهاز الطبي 1010 هم 110 أطباء وممرضين و900 مسعف. وعدد الشبان الصغار الذين سيلمّون الكرات خلال المباريات هو 1768. وسيقود المباريات 34 حكماً و33 حكماً مساعداً، وسينال الحكم اجراً مقطوعاً مقداره 150 الف فرنك نحو 25 الف دولار مع ان معظمهم لن يقود أكثر من مباراة واحدة فضلاً عن مصروف الجيب اليومي وتأمين المأكل والمشرب له. أما الحكم المساعد فسيحصل على 120 ألف فرنك. فنياً، وزع المراقبون المنتخبات المشاركة الى مستويات عدة. فهناك المرشحة للقب وهي البرازيل فازت باللقب 4 مرات والمانيا 3 مرات وايطاليا 3 مرات والارجنتين مرتان وانكلترا مرة واحدة وفرنسا صاحبة الضيافة التي ستحاول انتهاز فرصة نادرة علماً بأن الاوروغواي هي الوحيدة التي سبق ان فازت بالكأس من دون ان تشارك في المونديال الفرنسي. وهناك منتخبات ستلعب دور الحصان الاسود أي القادرة على تحقيق المفاجأة وهي هولندا والنروج ويوغوسلافيا واسبانيا وكرواتيا ونيجيريا، ومنتخبات قادرة على اقلاق راحة الكبار كالكاميرون ورومانيا وبلغاريا والدنمارك والنمسا، وأخرى تنوي اثبات انها لا تشارك من اجل المشاركة كالسعودية والمغرب وتونس وايران وكوريا الجنوبية وتشيلي والبارغواي وكولومبيا والولايات المتحدة والمكسيك، واخيراً منتخبان خجولان يشاركان للمرة الاولى هما اليابان وجامايكا وثالث قد لا يكون خجولاً هو جنوب افريقيا ورابع يسعى الى تخطي عتبة الدور الاول للمرة الاولى هو اسكتلندا.