واشنطن - رويترز - قال ناشطون في الجالية اليهودية في الولاياتالمتحدة ومحللون ان غالبية اليهود الأميركيين ستتمسك على الأرجح بتأييدها الرئيس بيل كلينتون والحزب الديموقراطي على رغم اتساع هوة الخلاف بين الادارة الاميركية واسرائيل. وبدا ان العلاقات بين كلينتون وإسرائيل ساءت هذا الاسبوع بعدما قالت وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت ان مفاوضات السلام مع الفلسطينيين لا يمكن ان تستمر إلا إذا قبلت الدولة العبرية صيغة أميركية للمرحلة التالية من انسحابها العسكري من الضفة الغربية. وزادت هيلاري كلينتون زوجة الرئيس حدة التوترات عندما أعلنت بصفتها الشخصية تأييدها إقامة دولة فلسطينية. وبدا الجمهوريون بقيادة نيوت غنغريتش رئيس مجلس النواب حريصين على الايقاع بين الناخبين اليهود وكلينتون. وهاجم غنغريتش كلينتون الاربعاء ل "ميله" إلى الرئيس ياسر عرفات. ورغم ذلك يقول ناشطون يهود ان ليس من السهل على يهود أميركا التخلي عن كلينتون الذي زاد تأييدهم له خلال سنوات، إذ أيده ثمانية في المئة من الناخبين اليهود في انتخابات الرئاسة عام 1992 وزادت النسبة إلى 78 في المئة عام 1996. وأشار الناطق باسم البيت الابيض مايكل ماكوري إلى أنه غير قلق من احتمال فقدان كلينتون تأييد اليهود. وقال: "ليس لدينا أي قلق سياسي من أي نوع في شأن وضع كلينتون لدى الجالية اليهودية. إنه من أهم المساندين الذين حظيت بهم دولة اسرائيل في الرئاسة الاميركية". ورداً على سؤال هل يحاول الجمهوريون احداث ضجة سياسية، قال ماكوري "إنهم يحاولون اضفاء الصبغة السياسية على أي شيء ولكن لا يحالفهم حظ كبير". وتمتد حماسة الجالية اليهودية لكلينتون لتشمل كذلك نائبه آل جور الذي يحشد التأييد اليهودي وكان مثّل الولاياتالمتحدة الشهر الماضي في احتفالات اسرائيل بمرور 50 سنة على تأسيسها. واعتبر الحاخام يهئيل اكستاين رئيس الجمعية الدولية للصداقة المسيحية - اليهودية الذي يعمل لدعم الحوار بين اليهود والمسيحيين ان "الجالية اليهودية - الاميركية تعتبر كلينتون من أفضل أصدقاء إسرائيل وليس سهلاً تغيير ذلك". وقال دوغلاس بلومفيلد الكاتب في صحيفة "اميركان جويش ويك" اليهودية انه دهش خلال رحلاته في الولاياتالمتحدة بضآلة تأييد الجماعات اليهودية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتاناهو. وأضاف: "تحدثت الليلة الماضية ليل الخميس - الجمعة مع جماعة في جنوبفلوريدا ودهشت لضآلة تأييدها لنتانياهو. إنهم لا يرغبون في رؤية المزيد من الضغوط تمارس على إسرائيل، لكن هناك حال احباط هائلة تجاه نتانياهو ويشعر كثيرون انه يحاول احباط عملية السلام إن لم يكن يسعي إلى وقفها". ويعتقد أن هناك شعوراً متنامياً بالتباعد بين اليهود الأميركيين وبين إسرائيل انعكس في خفض التبرعات لمنظمة "النداء اليهودي الموحد". ويشعر كثيرون ان إسرائيل لم تعد تريد أو تحتاج الدعم المالي الاميركي وأن ليس لدى الشبان اليهود الاميركيين حماسة آبائهم ازاء إسرائيل. والوضع لدى اليهود الناشطين سياسياً اكثر تعقيداً لأن مؤيدي حزب ليكود الذي يتزعمه نتانياهو يتميزون بوضع قوي داخل بعض المنظمات الرئيسية ومنها لجنة الشؤون العامة الاميركية - الاسرائيلية ايباك، أهم جماعة ضغط يهودية مناصرة لإسرائيل. وعرضت اللجنة عضلاتها الشهر الماضي بإعداد رسالة وقعها 81 عضواً في مجلس الشيوخ من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، تحض كلينتون على عدم ممارسة ضغوط على اسرائيل وتنتقد عرفات. وعقد مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الكبري في نيويورك الاربعاء الماضي لمناقشة الوضع، وبدا أنه منقسم بشدة، إذ سعى انصار نتانياهو إلى اصدار بيان ينتقد ادارة كلينتون، لكن "المعتدلين" منعوهم من ذلك. وقال الحاخام كنيث كوهين المدير التنفيذي لمنظمة "معابد اليهود المحافظين": "لا شك أن بعض اليهود سينتقد موقف كلينتون، لكن الغالبية الساحقة تؤيد عملية السلام". وبدأت العلاقات بين كلينتون ونتانياهو بداية سيئة عندما شعر الزعيم الاسرائيلي ان الرئيس الأميركي ساند منافسه شمعون بيريز في الانتخابات الاسرائيلية عام 1996. ورد نتانياهو بالتحالف مع معارضي كلينتون الجمهوريين. وفي زيارته السابقة للولايات المتحدة اغضب العديد من اليهود واثار كلينتون بعقده اجتماعاً حظي بتغطية اعلامية واسعة مع مسيحيين بقيادة جيري فالول الذي ألف كتاباً يحتوي انتقادات شديدة لكلينتون. وقال بلومفيلد: "المسيحيون الانجيليون مصدر مهم للسياحة والمال لإسرائيل ويشكلون تأييداً سياسياً لنتانياهو، لكن اليهود الاميركيين يشعرون ان هدفهم الحقيقي هو تحويل اليهود إلى المسيحية".