أعرب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى افغانستان السيد الأخضر الابراهيمي عن "خيبة الأمل للنتائج المتواضعة" التي توصل اليها اجتماع الأطراف الافغانية في اسلام اباد. لكنه اعتبر أن النتيجة "لم تكن مفاجئة لنا اطلاقاً". وقال: "نحن لا نشعر باليأس لأننا كنا ندرك ولا نزال، أن حرب 20 عاماً لا يمكن أن تنتهي في 7 أيام. لذا نواصل الاتصال مع الأطراف الافغانية والجهات الخارجية النافذة لاستدراك الوضع والبحث عن الحل السلمي الذي لا بد من التوصل إليه لانقاذ الشعب الأفغاني". وأضاف الابراهيمي في تصريح الى "الحياة" في اعقاب انهيار المحادثات الافغانية أول من أمس الأحد: "طلبنا من الفصائل ان تستمر في التقيد بالتزامها عدم الاقدام على أي عمليات عسكرية كبيرة. وطلبنا من كل الجهات الفاعلة وفي مقدمها باكستانوايران، ان تستخدم نفوذها من أجل تحقيق هذا الهدف. كما طلبنا من كل الجهات الأخرى، بما فيها الولاياتالمتحدة، بذل مساعيها في الاتجاه نفسه". وأبدى الابراهيمي "تخوفه" من مبادرة أي من الأطراف بخوض معارك رئيسية تؤدي الى "انتكاسة" أساسية. وجاء ذلك في وقت أفادت الأنباء ان معارك دارت في شمال كابول أمس. راجع ص 8 ورافقت الخوف من استئناف المعارك تساؤلات في الأوساط الدولية عن معنى وابعاد وتأثير استقالة وزير الخارجية الباكستاني جوهر أيوب خان السبت الماضي، علماً بأنه معروف بحماسه المتطرف لحركة "طالبان" وتأييده مواصلة الحركة القتال حتى تحقق النصر العسكري على القوى المناهضة لها. وتساءلت أوساط الأممالمتحدة هل لاستقالة ايوب خان المفاجئة صلة بافغانستان أو هل يؤدي رحيله الى تغيير في الموقف الباكستاني علماً بأن رئيس الوزراء نواز شريف، معروف بتأييده للحل السلمي عاجلاً ورغبته في توصل الأطراف الأفغانية الى اتفاق. وتساءل البعض إذا كانت استقالة وزير الخارجية ستؤدي الى تسهيل التقارب بين ايرانوباكستان وتأثير ذلك على افغانستان علماً بأن باكستان تؤيد "طالبان" وايران تدعم تحالف "الشمال" المناهض للحركة. واعتبر السفير الابراهيمي ان الشعب الافغاني "لا ناقة له ولا جمل" في النزاع بين الفصائل "بل اني قلت للفصائل ان الشعب الافغاني الذي يقارب تعداده ال 20 مليوناً، هو رهينة في أيدي هذه الفصائل التي تعامله كما تعامل عصابات الخطف رهائنها". وتابع: "نحن ندعو هذه الفصائل الى اخلاء سبيل هؤلاء الرهائن وتمكين الشعب الافغاني من إعادة بناء ما حطمته 20 سنة من الحرب". وكان مقرراً ان تبدأ أمس الاثنين في كابول مفاوضات بين الأممالمتحدة و"طالبان" التي تسيطر على ثلثي البلاد، في شأن ظروف عمل مؤسسات الأممالمتحدة خصوصاً في مجال الاغاثة الانسانية في المناطق التي تسيطر عليها الحركة. وتتناول المفاوضات موقف "طالبان" المناهض لتعليم المرأة وعمل النساء كما تتناول موضوع الموظفات المسلمات اللواتي يعملن لدى المنظمات الدولية ويتعرضن للمنع من قبل "طالبان" إذا لم يكن أحد من انسبائهن برفقتهن.