لندن - رويترز - اتيح للأسواق المالية أمس الاثنين ان تصدر أول حكم لها على قمة الاتحاد الأوروبي المثيرة للجدل التي عقدت نهاية الاسبوع الماضي، فانخفض المارك وهبطت بعض أسواق السندات، فيما ارتفعت أسعار الأسهم ارتفاعاً حاداً. وبدا المتداولون في الصرف الأجنبي غير قادرين على تفسير مغزى المعركة على رئاسة البنك المركزي الأوروبي الذي سيدير السياسة النقدية في الدول ال 11 التي تنضم للوحدة النقدية الأوروبية اعتباراً من السنة المقبلة. وانخفض المارك ازاء الدولار والاسترليني في بداية التداولات قبل أن ينتعش قليلاً لاحقاً، إلا أنه ظل واهناً. ومع بقاء بريطانيا خارج الوحدة النقدية في بدايتها، من المتوقع ان يرتفع الاسترليني والفرنك السويسري، اذ أنهما أصبحا ملاذاً اًمناً بعد التطورات الأخيرة في القمة الأوروبية في بروكسيل. وانخفضت السندات الحكومية الألمانية، اذ تعرضت السندات قصيرة الأجل الى ضغوط خاصة خشية أن يزيد الحل الوسط في شأن البنك المركزي الأوروبي من احتمالات رفع أسعار الفائدة. وانخفضت السندات الايطالية الآجلة، فيما ارتفعت السندات الآجلة في فرنسا والسندات الاسبانية. وقال المتداولون في السندات والمحللون في المانيا ان أنباء تولي الهولندي فيم ديزنبرج نصف مدة رئاسة البنك المركزي ليفسح الطريق أمام الفرنسي جان كلود تريشيه القت بظلال من الشك على مصداقية البنك المركزي الجديد. وأشاروا الى أن الاتفاق مشوب بمساومات سياسية بين فرنسا التي أيدت تريشيه وبقية دول الاتحاد الأوروبي. وقال أحد الوسطاء الألمان "ان السوق ليست راضية عن وضع الاتحاد الأوروبي قواعد ثم عدم الالتزام بها. من جهة أخرى فإن تريشيه ليس رجلاً غبياً، غير أن الناس قلقون من أن لا يكون البنك مستقلاً عن السياسة". واغلقت بورصة لندن أكبر بورصات أوروبا أمس بسبب عطلة عامة، فيما سجلت أسعار الأسهم في المانياوفرنسا ارتفاعاً حاداً في بداية التداولات في محاولة للحاق بأداء بورصة وول ستريت الجمعة الماضي، عندما اغلقت معظم البورصات الأوروبية لمناسبة عيد العمال. وكان مؤشر "داو جونز" ارتفع 0.92 في المئة الجمعة بعدما أظهرت بيانات اقتصادية ان الاقتصاد الأميركي لا يزال منتعشاً مع السيطرة على نسبة التضخم. ولم تتأثر الأسهم الألمانية باتفاق تعيين رئيس البنك المركزي وارتفعت بنسبة 1.6 في المئة في الجلسة الصباحية. وقال تجار ان المستثمرين الأميركيين يبدون مرة أخرى اهتماماً بالأسواق الأوروبية، غير أنهم حذروا من أن الأسواق الألمانية ستظل حذرة عقب عمليات التصحيح الأخيرة. كما ارتفعت الأسهم الفرنسية والايطالية أكثر من 2 في المئة بعدما فتحت بورصتا باريس وميلانو بعد عطلة نهاية الاسبوع الطويلة.