تجرى فى مدينة برشلونة جنوب غرب اسبانيا يومى الاحد والاثنين أعمال أول قمة لدول الشراكة الاوروبية المتوسطية على مستوى رؤساء الدول والحكومات0 وتلتئم القمة وسط شكوك متصاعدة بشان فاعلية وجدوى الية التعاون التى تحمل اسم عملية برشلوة والتى انطلقت منذ عشر سنوات فى عاصمة كاتالونيا 0 وتخيم هذه الشكوك على أعمال القمة والتى ستجمع دول الاتحاد الاوروبى الخمس والعشرين وعشر دول مطلة على المتوسط من بينها ثمانى دول عربية الى جانب تركيا واسرائيل0 وأراد الاتحاد الاوروبى عام 1995 عبر اطلاقه للشراكة الاوروبية المتوسطية الرد على عدد من التحديات التى واجهته مع جيرانه المباشرين فى الجنوب بعد انتهاء الحرب الباردة وانشطار العالم المتعدد الاقطاب0 وتضمن المشروع المؤسس لالية برشلونة دعوة الى اقامة منطقة للتبادل الحر مع مطلع عام 2010 بين ضفتى المتوسط الى جانب التزام أوروبا بخطة مساعدات مالية واقتصادية محددة لجيرانها فى الجنوب والاتفاق على منهج للتعامل فى المسائل البشرية والاجتماعية بين الطرفين وتقنين حرية تنقل الاشخاص0 وتبدو المحصلة الاجمالية لهذا المشروع اكثر من متواضعة اقتصاديا وتجاريا بسبب تراجع الالتزام الاوروبى المعلن فى هذا البند نتيجة توجه الاهتمامات الاوروبية الى دول وسط وشرق القارة على حساب الدول المتوسطية0 كما ان تفاقم ما يسمى بادارة أزمة الارهاب واحتدام اشكالية التعامل مع الهجرة السرية ولد معاجلة جديدة داخل الاتحاد الاوروبى ووجه اهتمام المسؤولين الاوروبيين الى التركيز على عاملى الارهاب والهجرة بالدرجة الاولى على حساب بنود التعامل الاخرى0 ويبدو الهدف الاستراتيجى المعلن لانشاء منطقة للتبادل الحر بين ضفتى المتوسط بعيد المنال كما ان الضغوط الاوروبية المتصاعدة على شركاء برشلونة من الضفة الجنوبية فى ملف الهجرة بات يلقى بضلاله على مجمل الية الشراكة ويتسبب فى مناخ من انعدام الثقة0 وتأثرت الشراكة الاوروبية المتوسطية طوال العشر سنوات الاخيرة بشكل رئيس بتعثر عملية السلام فى الشرق الاوسط وعجز أوروبا الفعلى على احتواء التطرف الاسرائيلى فى اكثر من ملف اقليمى0 // يتبع // 1601 ت م