أقرت قمة الاتحاد الأوروبي امس قيام منطقة عملة الپ"يورو" التي ستضم 11 بلداً من اصل 15 هم اعضاء الاتحاد. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جاك سانتير ان اليورو "سيثبت هوية الاتحاد على الصعيد العالمي ويساهم في توازن النظام النقدي العالمي واستقراره". واعتبر القادة الأوروبيون صدور العملة الموحدة اعتباراً من مطلع السنة المقبلة "بداية عهد جديد" يخدم أهداف الازدهار الاقتصادي ويساهم في توفير فرص عمل جديدة. وتستثنى من العملة الجديدة كل من بريطانيا والدنمارك والسويد واليونان. لكن وزير الخزانة البريطاني غوردون براون قال ان بلاده "ستجهز نفسها للاندماج في الوحدة النقدية" بعد استفتاء يتوقع تنظيمه في السنة 2002. في الوقت نفسه توصل قادة الدول الپ15 الاعضاء في الاتحاد في قمة بروكسيل امس، الى حل وسط لمشكلة اختيار رئيس البنك المركزي الأوروبي بعد نقاشات طغت على كل الاهتمامات في الساعات الپ24 الماضية. ويشمل الاتفاق الديبلوماسي ان يتولى المرشح الهولندي ويم ديزبرغ، الذي دعمته 14 دولة باستثناء فرنسا، رئاسة البنك المركزي في فرانكفورت، على ان يقدم استقالة طوعية في غضون ولايته التي تستمر ثمانية اعوام ليخلفه المرشح الفرنسي جان كلود تريشيه. وعينت القمة نائباً لرئيس البنك المركزي هو كريستيان نوايي، الرئيس الحالي لپ"نادي باريس"، وأربعة اعضاء في الهيئة التنفيذية للبنك يتوزعون بين اسبانيا وإيطاليا وألمانيا. ويفتتح البنك المركزي الأوروبي نشاطه مطلع تموز يوليو المقبل في فرانكفورت ويكلف اصدار عملة اليورو مطلع السنة المقبلة وتحديد السياسة النقدية وأسعار الفائدة الرئيسية وضمان استقرار الاسعار. ويجمع الخبراء على ان البنك المركزي الأوروبي هو نموذج مكبر للبنك المركزي الألماني البوندسبنك. ويتمتع البنك الأوروبي باستقلالية تامة عن حكومات دول الاتحاد، فيما ستكلف البنوك المركزية لكل من الدول الاعضاء بتنفيذ السياسة النقدية التي سيحددها البنك الأوروبي في فرانكفورت. وكانت غالبية النواب الأوروبيين صادقت امس على قيام منطقة اليورو والوحدة النقدية الأوروبية في دورة استثنائية عقدها البرلمان الأوروبي في بروكسيل. وصوّت لمصلحة اطلاق العملة الموحدة من قبل 11 من دول الاتحاد في 1 كانون الثاني يناير 1999، 467 نائباً من اصل 556 شاركوا في التصويت. واعترض على العملة الموحدة 65 نائباً من اليمين المتطرف وأقصى اليسار فيما تحفّظ عنها 24 نائباً. ووصف معظم النواب الذي تحدثوا في جلسة المناقشات التي استمرت ساعتين عملية اطلاق العملة الأوروبية الموحدة بأنها "تاريخية". وقال وزير الخزانة البريطاني ان الدول الپ11 التي ستنضم لليورو في 1999 وهي المانياوفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال والنمسا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ وفنلندا وإيرلندا، ستشكل عملاقاً اقتصادياً معادلاً للولايات المتحدة من حيث عدد السكان والانتاج والتجارة. ومعروف ان بريطانيا، التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد، والسويد والدنمارك اختارت البقاء خارج اليورو، فيما تخطط اليونان للانضمام الىها في السنة 2001.