عرض رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري مع الوزير السابق فؤاد بطرس الانتخابات البلدية والاختيارية في مدينة بيروت والمساعي الجارية لتشكيل لائحة توافقية. وقال بطرس انه "يقوم بمسعى توفيقي في العاصمة وان من الاسباب الرئيسية التي دفعته اليه، شكل القانون الحالي وما يحمله من مخاطر نظراً الى وضع بيروت الجغرافي والمذهبي". وفي وقت أصر بعض الاحزاب على ان تتمثل بحزبيين الكتائب في ظل استبعاد الحريري ذلك، قال بطرس "اننا نسعى الى تأمين لائحة توافق على أمل ان تكون مقدمة وخطوة نحو وفاق وتعاون وان تمكن كل المناطق والطوائف داخل المدينة من ان تتمثل تمثيلاً سليما"ً. واكد انه "مستمر في مساعيه انطلاقاً من واجب وطني". وقال "ربما خلال مدة قصيرة نتمكن من اعلان النتائج أسلبية كانت أم ايجابية". والتقى الرئيس الحريري مطران بيروت للروم الكاثوليك حبيب باشا في حضور الوزير السابق بيار فرعون والنائب ميشال فرعون. واكد باشا "السعي دائماً الى التوافق في موضوع الانتخابات"، مشيراً الى ان "مطالب الطائفة بتخصيص مقعدين في المجلس البلدي لن تكون عثرة دون التئام الشمل بين الطوائف". وشدد على "أهمية الوعي عند المسيحيين"، داعياً الى "الاقبال بكثافة على الانتخابات لان ذلك أمر جوهري ومن واجبات المواطن تحمّل المسؤولية الوطنية". وكان الوزير السابق بطرس التقى قبل اجتماعه مع الحريري وفداً ضم ممثلين عن حزب الكتائب وتيار "القوات اللبنانية"، هم السادة كريم بقرادوني وسيمون الخازن وبرنار جرباقة والفريد ماضي وتوفيق الهندي وجو سركيس. وعلمت "الحياة" ان القيادة الكتائبية أصرّت على ترشيح حزبي في حال التوافق على لائحة، رافضة اصرار رئيس الحكومة على لائحة من دون حزبيين. واكدت مصادر المجتمعين "استمرار المشاورات". وعقدت الاحزاب المعنية بالتمثيل المسيحي في العاصمة اجتماعاً مساء في مقر حزب "الطاشناق". وتابع الحريري استقبال المواطنين والوفود من ابناء بيروت في دارته في قريطم، ومن زواره امس النائب السابق أسعد هرموش الجماعة الاسلامية الذي بحث معه في الشأن الانتخابي في الشمال. واعتبر الحزب الشيوعي ان معركة بيروت "هي معركة الموقع والقرار الوطنيين في وجه كل المحاولات الهادفة الى تعليبها ومصادرة قرارها وتحويلها واحة موعودة لغير أهلها وابنائها وسكانها". محافظة الشمال اما في محافظة الشمال، حيث تجري الانتخابات بعد اربعة ايام، فلا تزال اجواء المنافسة في طرابلس على أشدها على رغم تواصل المشاورات للوصول الى لائحة ائتلافية مدعومة من الرئيس عمر كرامي ونواب المدينة وفاعلياتها. وفي معلومات "الحياة" ان الجهود الائتلافية للتوافق على المهندس احمد فتال مرشح اجماع لرئاسة المجلس البلدي أخذت تتراجع لمصلحة حصول منافسة شديدة. وقال مصدر طرابلسي ان خصوم كرامي لا يعتبرون فتال مرشحاً وفاقياً وانهم يطرحون مجموعة اسماء بديلة للتوافق على واحد منها كأساس للدخول في اختيار الاعضاء الذين ستتألف منهم اللائحة الائتلافية. وتوقع المصدر اشتداد المنافسة بين ثلاث لوائح على الاقل، الا اذا حصلت مفاجأة في اللحظة الاخيرة استدعت العودة الى المشاورات الائتلافية. وأعلنت بعد ظهر امس في طرابلس "لائحة المستقلين" برئاسة احمد قمر الدين وضمت 15 مرشحاً على ان تستكمل الاسماء لاحقاً. واعلن امس في بلدة بينو مسقط رأس النائب عصام فارس التوصل الى لائحة ائتلافية لبلدية بينو - قبولا تتألف من خمسة عشر مرشحاً ويترأسها فايز جريج وينتظر ان تفوز بالتزكية نظراً الى ان الجهود أدت الى تجاوب المرشحين المنفردين فسحبوا تراشيحهم، فتكون البلدة العكارية الاولى يفوز مجلسها البلدي بالتزكية.