سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش الاندونيسي يرفض التحقيق في ثروة سوهارتو ويطرد الطلاب من البرلمان وواشنطن تدعم المرحلة الانتقالية . ريس ل "الحياة": 6 أشهر لحبيبي ولا نسعى لحكم الشريعة
حذر النجم السياسي لجماعة "المحمدية" في اندونيسيا أمين ريّس، في حديث الى "الحياة" اجري في جاكرتا أمس من أنه سيتحدى الرئيس الجديد بشار الدين يوسف حبيبي على زعامة إندونيسيا إذا فشلت حكومته في تحقيق اصلاحات خلال ستة شهور، مؤكداً انه لا يريد ان تقوم الدولة على اساس الشريعة. وفي أحدث تطور اقتحم جنود مسلحون بالهراوات مبنى البرلمان بعد حلول الظلام وضربوا الطلاب الذين مازالوا فيه وأمروهم بانهاء احتلالهم له. وأصطف طلاب لاقامة حاجز أمام الجنود الذين كانوا يصيحون: "تفرقوا، تفرقوا". في غضون ذلك اعلنت واشنطن دعمها التطورات الأخيرة، وقالت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ان ادارة الرئيس بيل كلينتون تؤيد انتقالاً سلمياً الى الديموقراطية في اندونيسيا، وحضت زعماءها وشعبها على تجنب العنف في تطلعهم الى الاصلاحات السياسية تفاصيل اخرى ص7. وسجلت أمس أول صدامات بين مؤيدين للرئيس الاندونيسي الجديد وبين طلاب ينظمون حملة ضده، مما اضطر الجيش الى التدخل لتحاشي اعمال عنف. وأعلن حبيبي تشكيل حكومة جديدة ضمت معظم الوزراء السابقين واستبعدت منها ابنة الرئيس السابق سوهارتو وكذلك صديق حميم لعائلته، فيما رفض وزير الدفاع قائد الجيش الجنرال ويرانتو، الذي يعتبر الرجل القوي في البلاد، التحقيق في ثروة سوهارتو. وأكدت وزارة العدل السويسرية ان ليست لديها اي معلومات عن وجود حسابات لعائلة الديكتاتور السابق في مصارف سويسرا. ريّس وفي حديث الى "الحياة" قال ريّس، وهو مثقف اسلامي معتدل حائز على دكتوراه من احدى جامعات الولاياتالمتحدة، انه "يعتبر ان ستة شهور مدة معقولة كي يبرهن حبيبي على ان حكومته قادرة على تجاوز الأزمة". وحذر من انه في حال فشلها في تحقيق اصلاحات خلال هذه المهلة سيتحداها ويدعو الى انتخابات جديدة، ويتحدى حبيبي على الرئاسة. وطلب ريّس، الذي كان يرأس رابطة المثقفين المسلمين قبل ان يتفرغ للتدريس في الجامعة، من أنصاره الطلاب أن يكفوا عن الاحتجاج ولاعطاء الحكومة الجديدة فرصة، وقال انه سيكون "شريكاً مراقباً" لحبيبي يتبادل معه الأفكار ويصحح أخطاءه. ووصف ريّس نفسه بأنه "مسلم ديموقراطي" مشيراً الى ان الرئيس الجديد "صديق جيد". وقال: "أريد أن أوضح في شكل قاطع انني لا أؤمن بدولة تقوم على أساس الشريعة. انني أعرف ألف باء الديموقراطية وأعرف كيف تستمر القيم الشاملة وهي أيضاً قيم الاسلام". وقلل من شأن تقارير عن خلافات بينه وبين الزعيمة المعارضة البارزة ميغاواتي سوكارنو بوتري، ابنة الرئيس الراحل احمد سوكارنو. وتابع انه حين يستقر الوضع السياسي فانه يتعين محاكمة سوهارتو وبعض ابنائه، وزاد: "لا يمكننا ان نسمح لشخص فاسد تلاعب بثروات بلادنا ان يبقى طليقاً، ولا بد ان تكون محاكمته عادلة". موقف أميركي وقالت اولبرايت في كلمة ألقتها في جامعة ماريلاند الأميركية ان "نهج اندونيسيا سيقرره شعبها وحده لكن الولاياتالمتحدة ستستمر في عمل ما يمكنها لمساعدة الذين يعملون في اندونيسيا من اجل الديموقراطية والتسامح والقانون". ولفتت الى ان الولاياتالمتحدة كانت القوة الرئيسية في العالم في تأييد حقوق الانسان في اندونيسيا. وشددت على "الانتقال السلمي نحو الديموقراطية"، معتبرة ان "مستقبل اندونيسيا يعتمد على قدرة زعمائها وشعبها على التحرك معاً لتحقيق اصلاحات سياسية واسعة تقوم على اساس المبادىء الديموقراطية وتمكين الاقتصاد من الوقوف على قدميه والامتناع عن اعمال العنف والضغط". الحكومة الجديدة وعادت الحركة امس الى طبيعتها في جاكرتا ولكن في جو يشوبه الحذر. واعلن الرئيس الجديد بشار الدين يوسف حبيبي في القصر الرئاسي تشكيلة حكومته التي اعتبر ريّس انها تتضمن شخصيات قريبة جداً الى سوهارتو. في المقابل طالب الجنرال ويرانتو، الذي احتفظ بمنصبه وزيرا للدفاع قائداً للقوات المسلحة، بمنح الحكومة الجديدة فرصة لتظهر كفاءتها. ثروة سوهارتو واعتبر ويرانتو ان التحقيق في مصادر الثروة الشخصية لسوهارتو وافراد عائلته من شأنه أن يزيد الانقسامات بين الاندونيسيين وهم يمرون بهذه الازمة السياسية والاقتصادية. وقال: "لنترك هذا الأمر وراءنا. هناك أمور أكثر أهمية، فهذا البلد بحاجة الى الاستقرار كي يخرج من الأزمة. ومطالبة عدد قليل من الناس بتحقيق لا تعني اننا يجب ان نجريه". وأكد الناطق باسم وزارة العدل السويسرية في بيرن فيكتور شلومف ان "لا معلومات محددة تفيد بوجود حسابات لعائلة سوهارتو في سويسرا".