دعا الرئيس علي عبدالله صالح "كل أبناء اليمن الذين يعيشون خارج الوطن منذ فتنة الحرب والانفصال إلى العودة إلى بلدهم". وجدد الدعوة إلى "اغلاق ملفات الماضي وأن تكون أحزاب المعارضة عند مستوى المسؤولية وتمارس دورها بهدف الاصلاح وتحقيق المصالح الوطنية". وأبدى الرئيس اليمني "ارتياحه إلى ما قطعته مفاوضات الحدود اليمنية - السعودية من شوط كبير وبالذات في الآونة الأخيرة". وأكد "حرص اليمن على انجاح المفاوضات وحل مسألة الحدود بين الجانبين"، وجدد تأييد اليمن لعقد قمة عربية موسعة. وقال الرئيس اليمني في بيان سياسي وجهه أمس عشية الذكرى السنوية الثامنة لقيام الجمهورية اليمنية: "إن ما نعتز به أن ميلاد الجمهورية اليمنية جاء وسط عواصف من التحديات الكبيرة والمؤامرات الداخلية والخارجية، لكن الشعب اليمني المناضل انتصر لإرادته في الوحدة والديموقراطية وتم ايصال خير الثورة والوحدة للجميع، وبخاصة المناطق التي كانت محرومة في الماضي والتي اعطيت لها الأولوية في التنمية"، في إشارة إلى المناطق الجنوبية والشرقية. وأضاف: "على الجميع أفراداً وأحزاباً الترفع فوق كل الصغائر والعمل من أجل تعزيز الوحدة الوطنية ونبذ أساليب وممارسات الماضي والتطلع نحو المستقبل ومن المهم ان نستلهم من الماضي فضيلة التسامح والتعايش والابتعاد عن مفاهيم التربص والمكايدة السياسية الضارة بالوطن بعيداً عن أي ارتهان خارجي، اننا نجدد الدعوة إلى اغلاق ملفات الماضي وندعو كل أبناء الوطن ممن لا زالوا يعيشون في الخارج منذ فتنة الحرب والانفصال والاستفادة من العفو العام والعودة إلى رحاب الوطن مواطنين صالحين للمساهمة في مسيرة بنائه، ولهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات التي كفلها الدستور والقانون للجميع". وتابع: "نرحب بالمعارضة الوطنية المسؤولة والبناءة التي تمارس دورها بهدف الاصلاح وتحقيق المصالحة الوطنية العليا، مدركين أن قوة النظام السياسي تقوم على قوة السلطة والمعارضة معاً"، وحض حكومته على المضي في جهود الاصلاج الاقتصادي والمالي والإداري والقيام باجراءات تقشفية ترشد الانفاق وتنمي الايرادات والاسراع في تنفيذ قانون السلطة المحلية والاهتمام بالسياحة كمصدر مهم من مصادر الدخل القومي، وتوفير مزيد من التسهيلات أمام الاستثمار وخلق المناخات المناسبة والمشجعة لرؤوس الأموال الوطنية والعربية والأجنبية للاستثمار في المنطقة الحرة في عدن وجزيرة سقطرى. وأكد "أن القوات المسلحة اليمنية هي قوة للسلام والبناء لا قوة للعدوان أو الأذى، فاليمن تمد يد السلام لمن يحب السلام في العالم أجمع وترفض التدخل في شؤونها الداخلية وستواجه بحزم وقوة كل من يحاول النيل من سيادتها وانجازاتها، والأجهزة الأمنية لن تتهاون اطلاقاً مع أي شخص أو جماعة تسعى إلى تعكير صفو الأمن والاستقرار أو الإخلال بالنظام والقانون". وعن مفاوضات الحدود اليمنية - السعودية قال علي صالح: "إننا في الجمهورية اليمنية سنظل حريصين على انجاح المفاوضات الجارية بين بلادنا والمملكة العربية السعودية الشقيقة وحل قضايا الحدود التي مضى عليها أكثر من 60 عاماً. ونعبّر عن ارتياحنا إلى ما قطعته المفاوضات في الآونة الأخيرة، وإننا نتطلع إلى استكمال بحث ما تبقى في أقرب وقت بما يضمن حقوق الطرفين ويجعل من الحدود جسوراً للتواصل والتعاون المشترك بين البلدين ويدعم مسيرة الأمن والاستقرار في المنطقة".