دعا رئىس وزراء "جامو وكشمير الحرة" سلطان محمود تشودري العرب الى تقديم الدعم الكامل لباكستان في اعقاب التجارب النووية الهندية. وقال في مقابلة اجرتها معه "الحياة" اثناء زيارة الى لندن "بعدما اقدمت باكستان على اختبار سلاح نووي واعقب ذلك فرض عقوبات اقتصادية اوروبية - اميركية على باكستان فينبغي للعالم الاسلامي ان يساعد باكستان اقتصادياً". وقال تشودري، الذي ينتمي الى حزب الشعب بزعامة بينظير بوتو، ان على رئىس الوزراء نواز شريف ان يزيد مشاورات باكستان مع البلدان الاسلامية. واوضح ان "باكستان تحتاج الى مزيد من الدعم الفاعل من البلدان الاسلامية، خصوصاً المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا وايران التي تتولى حالياً رئاسة منظمة المؤتمر الاسلامي". وقال تشودري "من المؤسف جداً ان بعض البلدان العربية لا يزال يقول ان الهند بلد صديق بينما يعتبر باكستان بلداً شقيقاً فحسب". ولفت الى ان اسرائيل كانت اعلنت في السابق انها ستهاجم باكستان اذا اصبحت قوة نووية. وقال: "لا تلقى اسرائىل معارضة اذا امتلكت القنبلة النووية، لكن الامر يختلف اذا حصلت عليها باكستان لانها بلد مسلم ويمكن ان تمنح كل البلدان الاسلامية احساساً بالامن". واشار تشودري الى "ازدواجية المعايير" في سياستي الولاياتالمتحدة واوروبا في ما يتعلق بالسماح لدول بامتلاك السلاح النووي وحظره على دول اخرى. وذكر تشودري انه ابلغ وزير الدولة لشؤون الخارجية ديريك فاتشيت، في لقاء عقد اول من امس في وزارة الخارجية البريطانية، انه ما لم تجر إدانة الهند بقوة لاجراء تجاربها النووية فان باكستان لن تملك اي خيار سوى ان تمضي قدماً في اختبار قنابلها النووية. وقال تشودري ان باكستان لن تنظر بعين الرضا الى رد الفعل الدولي الاّ اذا لبى شرطين: اولاً، ادانة قوية جداً للهند والمطالبة بتدمير الاسلحة النووية التي تملكها، وثانياً، تقديم ضمان من قبل القوى العظمى وبلدان اوروبية بحل قضية كشمير. واعتبر ان ايجاد حل لقضية كشمير ينبغي ان يستند الى قرارات سابقة للامم المتحدة. وكان تشودري تحدث اول من امس في اجتماع حضره حوالي 20 نائباً نظمته في مجلس العموم البريطاني المجموعة البرلمانية الخاصة بكشمير. وقررت المجموعة ان تسعى الى ترتيب لقاء مع وزير الخارجية البريطاني روبن كوك قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المقرر عقده في بروكسيل في 25 ايار مايو الجاري. وتنوي المجموعة ان تعبّر للوزير عن مخاوفها وتبلغه انه اذا لم تكن هناك ادانة قوية فانه سيكون من الصعب تبرير الاعتراض على قيام باكستان باجراء اختبار نووي. وعبّر تشودري عن مخاوفه من ان تعرض الهند التوقيع على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، ما يؤدي الى تسليط ضغوط كبيرة على باكستان لكي توقع ايضاً على المعاهدة. لكن القيام بذلك قبل اجراء اختبار نووي سيؤدي الى الاخلال بتوازن القوى وتفوق الهند. وهاجم تشودري بقوة الحكومة الهندية التي يتزعمها حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي. وقال ان الهند، بدل ان تكون اكبر ديموقراطية في العالم، هي اكبر ديكتاتورية حيث تقف الغالبية الهندوسية ضد الاقليات سواء كانت من المسلمين او السيخ او الغوركا او التاميل.