طالب العاهل الأردني الملك حسين مجدداً امس بفتح حوار بين الولاياتالمتحدةوالعراق، مؤكداً "ضغوط" الأردن "المستمرة" في سبيل تحقيق ذلك. كما انتقد في كلمة القاها لدى استقباله رؤساء السلطات التنفيذية والاشتراعية والقضائية تصريحات رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو التي تناولت الضغوط الاميركية والأوروبية على حكومته. وطالب الجانبين العراقي والاميركي بأن يضعا "شروط الحوار والقيود والاشياء التي تخيفهما ويتساءلان عنها في ما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل التي تخيفنا جميعاً" مشدداً على ضرورة رفع الحصار عن العراق. وتساءل الملك حسين عما يمنع الحوار بين واشنطن وبغداد ما دام "تحدثا في ما بينهما في جنيف ابان المعركة". وأشار الى استحالة تغيير النظام العراقي من الخارج، واصفاً من يعتقد بأن "الضغط على العراق يؤدي الى وضع معين جديد" بأنه "واهم". وقال انه ابلغ الادارة الاميركية والحكومة البريطانية ان "رغبة العراق في الاتصال المباشر مع الولاياتالمتحدة" هي الثابت الوحيد في السياسة العراقية. على صعيد آخر، اكد الملك حسين ان "عملية السلام ستستمر وستحقق اهدافها وغاياتها وصولاً الى سلام عادل ومشرف ودائم". وسخر من تصريحات نتانياهو باشعال حريق في البيت الأبيض اذا حاولت الادارة الاميركية تحميله مسؤولية تعثر عملية السلام، وقال الملك حسين "اظن ان آخر مرة احرق فيها البيت الأبيض كانت اثناء الثورة على حكم الاستعمار البريطاني". وقال ان صورة المنطقة تغيرت في نظر العالم بعد ان "كنا نطلق في الماضي حديثاً ليس مبنياً على أرضية صلبة أو واقع واستفزينا العالم كله ضدنا. اما الآن فالعكس يبدو لي صحيحا". وحذر من "أي انقسامات او تشرذم" في الموقف الفلسطيني لأنه يعني "كوارث تصيب الشعب الفلسطيني وتصيبنا من بعده". وتطرق العاهل الأردني أ ف ب إلى الماضي، فقال إن بلاده انجرت "إلى فخ" عندما استدرجت لدخول حرب حزيران يونيو عام 1967 بين العرب واسرائيل. وقال ان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تعهد له عدم الانفراد في أي معاهدة سلام. وذكّر الملك حسين بأن الخيار الذي واجهه خلال لقائه بعبدالناصر عشية الحرب كان "اما ان نحارب بمعنى ان نسلم قيادة الجيش العربي للقيادة الموحدة والا سينفجر الوضع عندنا في الداخل وتحتل اسرائيل عندئذ الضفة الغربية التي هي هدفها وربما الشرقية أيضاً". وأوضح أنه كانت ثمة "خيارات مثل اغلاق خليج العقبة ودخول القوات المصرية الى سيناء... وربما الدعوة الى مؤتمر قمة والتشاور بشكل من الاشكال. ولكن كانت مصيدة وفخا وضع فسقطنا فيهما". واستذكر الملك حسين عبارة "قاسية جداً" قال فيها عبدالناصر "يا أخي تسببنا في خسارتكم للضفة الغربية والقدس واضافة الى ذلك غزة. اذهب وقبل يد الرئيس الاميركي ليندون جونسون ليعيد لك الضفة الغربية والقدس". وأضاف ان جوابه كان: "أنا لن اقبل يد أحد ولا عمري قبلت يد أحد وإن شاء الله سنعمل حتى نستعيد أراضينا". عندذاك وعد عبدالناصر الملك حسين بأنه "لن يقبل بأي تغيير في هذا الوضع الى ان نستعيد جميعا الاراضي التي خسرناها" حتى ولو بقي الاسرائيليون "في سيناء وعلى قناة السويس. فليبق القنال مغلقاً". وقال الملك حسين: "دخلنا حرباً ومعركة وخسرناهما وعلينا ان ندفع الثمن لكن الشرط الوحيد ان لا ينفرد واحد منا بعقد معاهدة سلام مع اسرائيل وان يكون الحل في اطار الحل الشامل". ويذكر ان الرئيس الراحل انور السادات ابرم اول معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979. الشرع وفي واشنطن يتوقع ان يجري غداً الجمعة وزير خارجية سورية السيد فاروق الشرع محادثات مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت يتوقع ان تتركز على عملية السلام بمختلف مساراتها، بما في ذلك البحث في تنفيذ قرار مجلس الامن الرقم 425 المتعلق بالانسحاب الاسرائيلي غير المشروط من جنوبلبنان والعلاقات الثنائية بين سورية والولاياتالمتحدة. ويتوقع ان يصل الوزير الشرع الى العاصمة الاميركية مساء اليوم الخميس وهو في طريق عودته الى دمشق من كولومبيا بعد مشاركته هناك في مؤتمر لدول عدم الانحياز. وقالت مصادر ديبلوماسية ان الزيارة المفاجئة لم تكن نتيجة دعوة رسمية او تخطيط مسبق وانما كانت وليدة شعور من الجانبين الاميركي والسوري بمنافعها، خصوصاً لجهة التوقيت بينما يستمر الجمود على المسار الفلسطيني. واضافت المصادر نفسها ان جسّ نبض لامكان حصول الزيارة لقي تجاوباً واهتماماً من المسؤولين الاميركيين الذين سارعوا الى تحديد موعد لقاء الوزيرة اولبرايت بالوزير الشرع. وزادت المصادر ان السفير السوري وليد المعلم طرح الفكرة على مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط مارتن انديك الذي رحّب بها، خصوصاً لجهة توقيتها بعد مضي وقت غير قصير لم تجر الادارة خلاله حواراً على مستوى رفيع مع الجانب السوري، سواء لجهة البحث في آفاق عملية السلام او بالنسبة الى العلاقات الثنائية. ويتوقع ان يعقد الوزير الشرع قبل لقائه بالوزيرة اولبرايت بعد ظهر الجمعة جلسة محادثات تمهىدية مع كل من السفير انديك ومنسق الجهود الاميركية في عملية السلام دنيس روس والمسؤول عن قسم الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي بروس رايدال. وسيقيم السفير المعلم حفلة عشاء مساء اليوم الخميس على شرف الوزير الشرع يحضرها وكيل وزارة الخارجية السفير توماس بيكيرينغ وطاقم السلام الاميركي وعدد من اعضاء الكونغرس. وقال مسؤول في وزارة الخارجية ان زيارة الشرع لواشنطن تشكل "فرصة جيدة" وان البحث سيتناول العلاقات الثنائية وبالطبع عملية السلام، بما في ذلك البحث في القرار 425 الذي هو جزء من هذه العملية. من جهة اخرى اعرب المسؤول عن معارضة الادارة للفكرة الفرنسية - المصرية الداعية الى عقد مؤتمر لانقاذ عملية السلام. وقال انها "تحول الانظار" من دون ان تقدم فائدة محددة. واضاف ان واشنطن لم تجر استشارتها حتى الآن بشأن هذه الفكرة "التي لا ضرورة لها" خصوصاً وان المفاوضات، رغم انها لا تسير سيراً حسناً، قائمة ومستمرة. وزاد ان عقد مؤتمر كالذي اقترح سيستهلك وقتاً من الافضل استخدامه لاحراز تقدم في المفاوضات الثنائية.