كريستيز أقدم دار للمزادات في بريطانيا وأرقاها عالمياً اشتراها رجل الأعمال الفرنسي فرنسوا بينو. وللمرة الأولى منذ تأسيسها في العام 1766 تصبح الدار في ملكية فرنسي. بينو الذي كان زبوناً لكريستيز منذ سنوات، يشتري لوحات الفن الحديث منها، استطاع شراء الدار كلها بمبلغ 721 مليون جنيه استرليني 2،1 مليار دولار بعد أن وافق مجلس إدارتها على الصفقة أول من أمس، فارتفعت أسهم الدار ضعفاً إلى 4 جنيهات للسهم. لكن المراقبين يتساءلون هل ترتفع أسهم الدار فنياً؟ المليونير الفرنسي الذي يملك المحلات التجارية برينتان، وشركة شاتو دولاتور للمشروبات، ومجلة "لوبوان" الاسبوعية، ومنتجع التزلج في أميركا، وشركة سامسونايت للحقائب، لم يشتر الدار لأرباحها في بيع الأعمال الفنية، ولكن لقيمتها المعنوية واسمها التجاري. وقد يستخدم الاسم في مشاريع موسعة. بينو كان معروفاً جداً في كينغز ستريت مقر كريستيز في لندن، وكذلك في منهاتن مقرها في نيويورك، فهو يجمع أعمال الفنانين اندي وور هول، مارك روثكو، جاكسون بولوك، إضافة إلى بيكاسو. ولم يتوقع أحد منذ شهرين أن يشتري الفرنسي الدار الانكليزية. فقد كانت الانظار موجهة إلى المليونير البريطاني جو لويبس الذي كان يملك أسهماً كبيرة فيها. إلا أن خطة بينو ركزت على شراء تلك الأسهم بضعف ثمنها، وهكذا استطاع السيطرة على الدار. ظلت كريستيز الأولى في عالم المزادات خلال تاريخها الطويل. إلا أن سوذبيز الأميركية أخذت منها تلك المكانة في السنتين الأخيرتين عندما بدأت تتفرع إلى بيع البيوت الفاخرة. كريستيز تحاول أيضاً التوسع نفسه، وهنا قد يأتي دور المليونير الفرنسي في تأسيس فنادق باسم كريستيز والساعات والنوادي وغيرها من المرافق التي تجذب الاثرياء. هل سيقلل هذا من قيمة الدار؟! تقول كريستيز إنها حصلت على تعهد بالابقاء على مستواها... وان بيع الأعمال الفنية سيظل أساس نشاطها، لكن هذا لن يكون المدخول الوحيد للدار في المستقبل، خصوصاً أن اللوحات النفيسة التي تجلب الملايين كما حدث مع أعمال فان غوغ ورونوار وبيكاسو تقل سنة بعد أخرى.