قبل اربعة ايام من موعد اجراء الدورة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في 24 أيار مايو الجاري في محافظة جبل لبنان، قامت دمشق بدور توفيقي بين "حزب الله" ووزير الاعلام باسم السبع من جهة، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري من جهة ثانية، في محاولة لإيجاد جوامع مشتركة تحول دون حصول معركة طاحنة في بلدتي برج البراجنة والغبيرة، خصوصاً ان كبار المسؤولين السوريين يتخوفون من ان تنعكس آثارها السياسية على الائتلاف الذي يسعى اليه رئيس الحكومة في بيروت لضمان تأمين تمثيل متوازن لكل المذاهب والطوائف فيها. ويفترض ان تكون محاولات التوفيق مدار بحث في اجتماع يعقده الرئيسان بري والحريري اليوم، بينما كان الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله زار دمشق اول من امس والتقى نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام. وكان نصرالله قبل يومين ابلغ الى "الحياة" في حديث طويل ان الحزب لا يخوض في الانتخابات البلدية معركة احجام سياسية "ولا نستطيع في حركة أمل وحزب الله ان نقيم ائتلافاً من فوق". لكنه اشار الى استعداد الحزب للتوافق مع الجميع بمن فيهم حركة "أمل" و"في بعض بلدات الجنوب هناك اتصالات بيننا وبين أمل والأحزاب الأخرى لتشكيل لوائح ائتلافية". راجع ص2 و3 وفي معلومات "الحياة" ان الائتلاف بين الحزب والوزير السبع قطع شوطاً بعيداً لبلورة صيغة للتنسيق، بالتعاون مع العائلات، لخوض الانتخابات البلدية في برج البراجنة والغبيرة في مقابل ائتلاف آخر يرعاه بري مع النائب صلاح الحركة ورياض رعد والعائلات. وكان موفدون لبري بذلوا محاولة في اتجاه السبع للبحث في تعاون بديل من تعاونه مع الحزب، الا ان تباعد الرؤية بين الطرفين حال دون موافقة وزير الاعلام على فك تحالفه مع الحزب من خلال مواصلة اللقاءات المفتوحة بينه وبين اللجنة الحزبية المكلفة متابعة ملف الانتخابات في الضاحية. واعتبرت مصادر مراقبة في الضاحية الجنوبية ان عدم قيام تعاون بين بري والسبع، يعتبر امراً طبيعياً في ظل التباعد السياسي القائم بينهما، وهذا ما استدعى دخول دمشق على الخط "ليس بهدف التدخل في التفاصيل" كما نقل عنها زوارها انما "للحفاظ على حد ادنى من التعاون الذي بات مطلوباً لقطع الطريق على اطراف معنيين في بيروت يحاولون استخدام الانتخابات البلدية كورقة للاخلال بالتوازن، كأساس لجر البلد من خلال العاصمة الى ازمة سياسية تعيدنا الى اجواء الانقسامات التي كانت سائدة خلال الحرب". ويبدو ان الوساطة السورية على هذا الصعيد لا تزال نشطة وان كان المراقبون يعتقدون ان هناك صعوبة في احداث انقلاب في الائتلاف البلدي في الضاحية، الا اذا كان الهدف لضرورات امنية وعلى قاعدة ان التحالف الاساسي سيكون بين الحزب والسبع شرط الا تكون "أمل" بعيدة منه، من خلال تمثيلها بحصة متواضعة تراعى فيها الاحجام السياسية الطبيعية مع تلافي ان يلقى التعاون الثلاثي اعتراضاً في صفوف العائلات يصعب التغلب عليه.