عزت مجموعة "ميثانيكس" التدهور الخطير الذي شهدته اسعار الميثانول في الفصل الاول من السنة الجارية الى الازمة الآسيوية وتأثيراتها السلبية على الطلب لكنها اشارت في المقابل الى ان سياستها التسويقية التي تقوم على الاحتفاظ بمخزون كبير بكلفة عالية جعلتها اكثر عرضة للتأثر بتقلبات السوق والاسعار. وقالت الشركة الكندية التي يقدر حجم مبيعاتها السنوية بنحو 6.8 مليون طن من الميثانول نحو 26 في المئة من الاستهلاك الدولي ان تباطؤ الحركة الاقتصادي في عدد كبير من الدول الآسيوية في النصف الثاني من العام الماضي ساهم في تدهور اسعار الميثانول في آذار مارس بنسبة 39 في المئة. لكن مايكل ماكدونالد مدير الاستثمار والاتصالات في الشركة الكندية اكد ل "الحياة" ان التطورات السلبية التي تشهدها الاسواق منذ منتصف الشهر الماضي نجمت عن جملة من العوامل ساهمت مجتمعة في تدهور الاسعار في درجة خطيرة بما يعود بالضرر على كل المنتجين المقدّر عددهم بحوالى 70 منتجاً. وكان رئيس الشركة بيتر شوكيت اشار نهاية الاسبوع الماضي الى تراجع الارباح الصافية التي حققتها شركته في الفصل الاول بنسبة كبيرة وانخفضت الى 2.2 مليون دولار اميركي بعدما ناهزت مبلغ 50 مليون دولار في الفترة المذكورة من العام الماضي وزهاء 36 مليون دولار في الفصل الرابع من العام المذكور. وعزا شوكيت في بيان صحافي اصدره من مقره في فانكوفر اسباب التراجع الخطير في الارباح الى انخفاض الاسعار المحققة بنسبة 30 في المئة وتدني اجمالي مبيعاتها للفصل الاول الى نحو 230 مليون دولار في مقابل 330 مليون دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي، بنسبة انخفاض تزيد قليلاً على 31 في المئة 104 ملايين دولار. وتعتقد "ميثانيكس" الناشطة في انتاج الميثانول وتسويقه دولياً العوامل التي ساهمت في دعم الاسواق والاسعار العام الماضي وفي درجة اقل عام 1996 انتفت تماماً في بداية السنة الجارية وحلت محلها عوامل معاكسة ادت الى احداث خلل في اساسيات السوق وساهمت بالتالي في تدهور الاسعار، سيما في السوق الفورية. وذكرت الشركة في بيان موجه الى حَمَلة اسهمها في كندا ان احتفاظها بمخزون كبير من الميثانول التي اشترته بالاسعار الثابتة لغرض التسويق لعب دوراً اساسياً في تأثرها المباشر بتدهور الاسعار. وقال ماكدونالد: "في نهاية 1996 وطوال العام الماضي كان الطلب على الميثانول عالٍ جداً في آسيا وكان الطلب على مشتقات الميثانول، خصوصاً مضافات الوقود ام تي بي اي مرتفعاً ايضاً في السوق الاميركية، وفي الوقت نفسه لم تكن معدلات الانتاج لدى عدد من المنتجين الرئيسيين عند حدّها الاقصى، ما ساهم في دفع الاسعار الى مستويات قياسية". واضاف: "لكن هذه العوامل انعكست في بداية السنة الجارية اذ ارتفعت معدلات الانتاج الى حدّها الاقصى واضيفت طاقات انتاجية جديدة وفي المقابل تعرض الطلب الدولي لضغوطات عدة اهمها الازمة الآسيوية وتراجع انتاج مادة ام تي بي اي بسبب اعمال الصيانة فضلاً عن قيام المنتجين بخفض المخزون تحسباً لحدوث انخفاضات جديدة في الاسعار". ويذكر ان الميثانول احد المنتجات الكيماوية الرئيسية ويتم انتاجه من الغاز الطبيعي المعالج وثاني اوكسيد الكربون ثم تنقيته عن طريق التقطير وبالتالي يمثل الغاز الطبيعي اهم عناصر الكلفة. ويستخدم الميثانول كوقود لانتاج ثلاث مشتقات رئيسية اهمها "ام تي بي اي" الذي تتم اضافته الى البنزين لزيادة فاعليته ورفع درجة الاوكتين لغرض السيطرة على نواتج الاحتراق الضارة بالبيئة. واعتباراً من 17 نيسان ابريل الماضي انخفضت اسعار التعاقدات في السوق الاميركية الى 116 دولاراً للطن الواحد وانخفضت الاسعار الموازية في السوق الاوروبية الى 137 دولاراً للطن وتراوح الاسعار المقابلة في الاسواق الآسيوية بين 120 و145 دولاراً للطن. وشهدت الاسواق الفورية، التي تعتبر مؤشراً تقليدياً لاسعار التعاقدات وتشكل نحو 65 في المئة من اجمالي تجارة الميثانول عالمياً، انخفاضات اكثر حدة وبلغ سعر الطن في السوق الاميركية في آذار مارس الماضي نحو 94.5 دولار بالمقارنة مع 186 دولاراً للطن نهاية العام الماضي. وتعتقد "ميثانيكس" ان الاسعار بلغت القاع وبدأت مساراً معاكساً ما شجعها على تطبيق زيادة طفيفة على اسعار تعاقداتها للفصل الثاني خصوصاً بعد التحسن الذي طرأ على اسعار الصفقات الفورية في الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي ارتفع سعر الغالون الواحد بمعدل خمس سنتات يراوح في الوقت الراهن بين 29 و30 سنتاً. وقال ماكدونالد: "اعتقد اننا تجاوزنا المنعطف وشجعتنا تطورات السوق الفورية على رفع اسعار تعاقدات الفصل الثاني بنسبة مماثلة لتصل الى 127 دولاراً للطن الواحد اي ما يعادل زيادة صافية بمعدل 15 دولاراً للطن الواحد". ولفت الى ان التحسن الاخير في الاسعار سيمتد بالتأكيد الى كل الاسواق ولن ينحصر في السوق الاميركية. واعربت "ميثانيكس" في الوقت ذاته عن اعتقادها ان اسعار الميثانول ستبقى ضعيفة في المدى المتوسط، بالمقارنة مع مستوياتها العام الماضي، وارجعت السبب الرئيسي الى الهوة الواسعة القائمة بين العرض والطلب والمقدرة بنحو 7.5 مليون طن اذ يبلغ اجمالي الطاقة التصميمية لصناعة الميثانول بعد احتساب الطاقات الانتاجية الجديدة نحو 32.5 مليون طن فيما قدر حجم الاستهلاك 1997 بنحو 26 مليون طن. واعتبر ماكدونالد "شركة الصناعات الاساسية السعودية" سابك احد اكبر المنافسين لشركة "ميثانيكس" ورداً على سؤال في شأن عناصر المنافسة، قال: "دعني اجيب بطريقة اخرى الميثانول منتج صاف وليس هناك اختلاف في المواصفات بين انتاج ميثانيكس والانتاج السعودي المقدر بنحو 1.6 مليون طن سنوياً ما يعني ان المنافسة لا تكمن في الجودة بل في الخدمات التي يقدمها المنتجون، سيما مسألة ضمان الامداد وثبات الاسعار.