ستكون نهائيات المونديال الفرنسي بعد ثلاثة اسابيع "العرض" الاخير للجيل الذي اخرج كولومبيا من "دهاليز" كرة القدم ووضعها على الخارطة الدولية. وهو الظهور الرابع لكولومبيا في نهائيات العرس الكروي والفريق الذي سيمثلها في فرنسا ليس بعيداً عن المنتخبين اللذين مثلاها في مونديالي 90 و94. ولعب الفريق لا يزال يتمحور حول لاعب الوسط كارلوس فالديراما رغم بلوغه سن ال 36. كما لا يزال كل من فردي رنكون زميل فالديراما في الوسط وطوني دي افيلا وليونيل الفاريز وويلسون بيريز وادولفو فالنسيا، صامدين منذ مونديال 1990. والمدرب هرنان داريو غوميز وجه اليف ايضاً اذ كان مساعداً للمدرب السابق فرانشيسكو ماتورانا في الحملتين العالميتين السابقتين قبل ان يخلفه بعد الفشل في مونديال 94. وينظر الكولومبيون الى المونديال الفرنسي كفرصة اخيرة لمحو الذكريات المرّة للمونديال الاخير قبل اربع سنوات في الولاياتالمتحدة. فيومها وصل الكولمبيون الى اميركا واسمهم مطروح بين الفرق المرشحة لاحراز اللقب او على الاقل لعب دور في تحديد هوية البطل، لكنهم عادوا الى بلادهم بعد نهاية الدور الاول اثر خسارة صاعقة امام الولاياتالمتحدة. فالمنتخب الذي اعتمد على الكرة الهجومية امتع الجمهور باسلوب لعبه الرائع لكن المجازفة في الهجوم لم تكن مدعومة بفرص كبيرة للتسجيل فلم يطرق مهاجمو كولومبيا مرمى الخصوم كثيراً. وتخصيص عدد كبير من اللاعبين للمهام الهجومية ترك ثغرات كبيرة في الدفاع استغلها جورجي هاجي قائد رومانيا تماماً في المباراة الاولى في مونديال 94 ليقود فريقه الى الفوز 3-1. ورومانيا في المجموعة نفسها مع كولومبيا في الدور الاول هذا العام ومن المستبعد ان يجد هاجي ورفاقه سهولة في الفوز مرة ثانية، ذلك ان المدرب غوميز فرض خطة دفاعية محكمة على الفريق وباتت النتائج اولوية على حساب العرض. وهذه المرة تبدو التوقعات الرسمية والشعبية من الفريق "العجوز" قليلة جداً وهو الذي يخوض حملته الاخيرة بجيل فالديراما. لكن الكولومبيين يأملون في ان يكون الامر في صالحهم لأنهم محررون من اي ضغط وقد يستغلون خبرتهم الكبيرة في النهائيات لتحقيق نتيجة طيبة. وبات الفريق يتعامل مع الاستحقاقات الكبيرة بواقعية منذ تسلم غوميز قيادته قبل ثلاث سنوات ونصف سنة. ورغم ذلك يبقى الفريق الكولومبي متعة للنظر بوجود لاعبين من طراز فالديراما ورينكون في الوسط وفاوستينو اسبريا في الهجوم وسيكون الاعتماد كثيراً في الهجوم على سرعة اسبريا وحنكته في تخطي المدافعين، حتى ان غوميز قال ان لاعب فريق بارما الايطالي سيكون اساسياً حتى لو كان جاهزاً بدنياً بنسبة 60 في المئة. ويعاني اسبريا من اصابة متكررة في اعلى الفخذ ومشاركته في المونديال موضع شكّ لكنه كرر مراراً في الفترة الاخيرة انه سيكون جاهزاً للاستحقاق الكبير. وفي حال لم يشارك سيكون غيابه صفعة كبيرة للمنتخب الكولومبي. والمشكلة الثانية للمنتخب تكمن في حراسة المرمى، اذ اضطر غوميز الى الاستغناء عن خدمات فاريد موندراغون العام الماضي بعد هبوط مستواه ما كلف الفريق الفوز في مباريات ضمن التصفيات وفي كوبا اميركا، واستدعى بدلاً منه اوسكار كوردوبا الذي لعب في مونديال 94. وظنّ غوميز انه وجد ضالته في كوردوبا الذي قدم عروضاً كبيرة بين الخشبات الثلاث قبل ان يقرر ترك الفريق لأن اسبريا يحصل على معاملة خاصة. وفي الدفاع بوسع المدرب الارتياح بوجود لاعب من طراز خورخي برموديز الذي فرض نفسه في السنوات الاربع الاخيرة كلاعب من المستوى الدولي. ويتخوف الكثيرون في كولومبيا من ان يعود المنتخب الى سنوات الظل لأن الجيل الحالي الذي اهل المنتخب الى مونديالات 90 و94 و98 سيعتزل بعد النهائيات الحالية ولا يوجد جيل جديد يملأ الفراغ. وقبل العام 90 لم تشارك كولومبيا الا في مونديال 62 في تشيلي وقد تغيب عن المونديالات المقبلة في حال لم يعمل المسؤولون في الاتحاد على الاهتمام بفرق الناشئين لتخريج جيل جديد. وركز الكولومبيون على فريقهم الاول من دون الاهتمام بمنتخبات الفئات التي تعتبر الرافد الاكبر للمنتخب الاول، ويخشى كثيرون ان تدفع كولومبيا الثمن غالياً بالابتعاد عن النخبة العالمية. ويعترف المدرب انه تمسك بفالديراما ورفاقه لعدم ظهور لاعبين جدد قادرين على سد الثغرة. وحاول المدرب تجربة لاعبين واعدين في بطولة كوبا اميركا العام الماضي لكن الفشل كان نصيبه اذ خسر ثلاث مباريات من اربع وخرج من الدور الثاني. ومهما كانت العروض جيدة في المونديال المقبلة، فلن تكون قادرة على محو صورة العنف والفساد والمخدرات المرتبطة مباشرة بكرة القدم في كولومبيا. ولن ينسى احد مقتل المدافع اندرس اسكوبار الذي سجل هدفاً خطأ في مرمى فريقه ضد الولاياتالمتحدة قبل اربعة اعوام، بعد ايام من عودته من المونديال. وتلقى الفريق خلال المونديال الماضي تهديدات بالقتل عبر الفاكس في حال عدم انتقاء غابريل غوميز ضمن التشكيلة الاساسية، فما كان من المدرب ماتورانا الا ان اختار لاعباً آخر ادراكاً منه ان عدم الامتثال للتهديدات سيهدد حياته وحياة غوميز للخطر. والوضع لم يختف هذا العام اذ تلقى المدرب غوميز والمهاجم فيكتور هوغو اريستيزيبال تهديدات بالقتل. واكد اسبريا انه لن يلعب في المونديال في حال لم يشارك اريستيزيبال الذي أثار اختياره غضب بعض المشجعين. وقال اسبريا: "سئمت من التهديدات. في اي نوع من البلاد نعيش؟ نحاول ان نسعد الجمهور" مؤكداً ان كولومبيا هي البلد الوحيد الذي يتلقى فيه اشخاص تهديدات بالقتل. ولا يمكن التنبؤ بما يمكن ان تحققه كولومبيا في النهائيات ذلك انها قادرة على تخطي الدور الاول بقدر ما يمكنها ان تخسر ثلاث مباريات في الدور الاول وتخرج من المولد من دون حمص. البطاقة المساحة: 338،138،1 مليون كلم مربع عدد السكان:700،37 مليون نسمة العاصمة: بوغوتا تأسس الاتحاد العام 1924 وانضم الى فيفا العام 1936 ورئيسه الافرو فينا دومينغيز. عدد اللاعبين: 150،247 ألفاً عدد الاندية: 3700 ناد السجل: بطلة اميركا الجنوبية دون ال20 عاماً العام 87. السجل في المونديال: 3 مشاركات و10 مباريات وانتصاران وتعادلان وست خسارات. سجلت 13 هدفاً ودخل مرماه 20 هدفاً. افضل نتيجة في المونديال: الدور الثاني العام 1990. الطريق الى فرنسا كولومبيا - الارجنتين صفر-1 الارجنتين - كولومبيا 1-1 كولومبيا - البااغواي 1-صفر البارغواي -كولومبيا 2-1 كولومبيا - تشيلي 4-1 تشيلي - كولومبيا 4-1 كولومبيا - بيرو صفر-1 بيرو - كولومبيا 1-1 كولومبيا - اكوادور 1-صفر اكوادور - كولومبيا صفر-1 كولومبيا - اوروغواي 3-1 اوروغواي - كولومبيا 1-1 كولومبيا - بوليفيا 3-صفر بوليفيا - كولومبيا 2-2 كولومبيا - فنزويلا 1-صفر فنزويلا - كولومبيا صفر-2.