يذكر القارئ أنه عقد في عمان في 30 نيسان ابريل 1948 اول مؤتمر لرؤساء حرب الجيوش العربية الحلقة الاولى وذلك قبل بدء القتال بأسبوعين فقط وأن العسكريين اقروا بالاجماع بأن التغلب على القوات اليهودية يتطلب ما لا يقل عن 6 فرق Divisions كاملة التنظيم والتسليح و6 اسراب 72 طائرة من الطائرات القاصفة والمقاتلة على أن تكون كل هذه القوات خاضعة لقيادة عربية واحدة موحدة تسيطر عليها وتحركها وفق خطة معينة. وإن السياسيين العرب الذين كانوا ينتظرون نتيجة مداولات العسكريين استكثروا هذه القوات وطالبوا العسكريين بمباشرة القتال بعد 15 ايار مايو بالقوات "المتيسرة" على أن تزداد هذه تدريجياً فماذا كانت حجم هذه القوات "المتيسرة"؟ القوات المصرية يفيدنا التقرير المصري السري في العمليات الحزبية في فلسطين عام 1948 بأن تشكيل الحرب للقوات المصرية المتجمعة بالعريش يوم 14 ايار كان يتألف من قوتين، قوة الجيش الرئيسية بقيادة عميد أحمد علي المواوي وقوة متطوعين خفيفة بقيادة مقدم احمد عبدالعزيز. وتألفت قوة الجيش الرئيسية من الوحدات الآتية: - الكتيبة الاولى بنادق مشاه حوالي 700 - 750. - الكتيبة السادسة بنادق مشاه حوالي 700 - 750. - الكتيبة التاسعة بنادق مشاه حوالي 700 -750 - كتيبة استطلاع مدرعة 35 مدرعة. - كتيبة دبابات خفيفة 7 دبابات. - 3 بطاريات مدفعية ميدان 25 رطلاً 24 مدفعا. - بطارية مدفعية ميدان 18 رطلا 8 مدافع. - بطارية مدفعية مضادة للدبابات 6 ارطال 8 مدافع. وكانت القوة الخفيفة بقيادة احمد عبدالعزيز عبارة عن سرية واحدة Company 4 ضباط و124 صف وعسكري، مسلحة بالبنادق و8 رشاشات برن Bren و4 مدافع خفيفة 7.3 بوصة و4 مدافع رطلان مضادة للدبابات. وكانت القوات الجوية المصرية تتألف من خطين خط اول بالعريش عدده: 6 طائرات مقاتلة سبيت فاير وطائرة استكشان وتصوير. وخط ثان في القاهرة عدده: 6 طائرات مقاتلة سبيت فاير و5 طائرات نقل داكوتا جهزت كقاذفات متوسطة فيما بعد وطائرة استكشاف. وهكذا يكون مجموع القوات المصرية البرية المتيسرة للقتال في 15 ايار مايو 1948 لواءً واحداً معززاً او مجموعة لواء Brigade Group عديدة حوالي 3500 ضابط وجندي. ويقول التقرير المصري السري تعليقا على ذلك: "كانت حالة القوات المصرية في الفترة التي سبقت دخول القوات العربية فلسطين تتسم بطابع السلم والاكتفاء بالمحافظة على الامن الداخلي والاعمال الاخرى التي كانت تكلف بها وكانت في مجموعها بعيدة عن الطابع العسكري وعما يجب أن تقوم به قوات عسكرية في تدريب واستعداد متواصل لفرض خوض غمار الحرب". ويضيف التقرير أن الاسلحة المتوافرة في ذلك الوقت لم تكن لتكفي الاّ لتجهيز مجموعة لواء مشاة مستقل واحدة كاملة وانه نظراً لان الذخيرة "كانت تستورد كلية من انكلترا فقد اعتبر هذا العامل حاسماً وسيؤثر على العمليات بصفة جدية وقدر التقرير أن الذخائر المتوافرة "تكفي للقتال المستمر لفترة تتراوح بين الاسبوعين للمدافع واربعة اسابيع للبنادق والرشاشات". واعتبر التقرير أن حالة "الحملة" اي النقليات كانت سيئة وان 60 في المئة من مجموعها "غير صالح للعمل" اما بالنسبة للتدريب فيقول التقرير أن حالة التدريب الفردي كانت مرضية على وجه العموم، ولكن التدريب المشترك كان حالته غير مطمئنة وانه لم يصل الا الى مستوى تدريب السرية Company في كتيبة battalion واحدة. القوات العراقية ويرد الفريق الاول صالح صائب جبوري رئيس اركان الجيش العراقي في حينه في مذكراته تشكيل الحرب للقوات العراقية الرئيسية المرابطة في المفرق في شرق الاردن في طريقها الى الجبهة قبل بدء العمليات كالآتي: اولاً: القوة الآلية وقوامها: - الفوج الآلي. - كتيبة مدرعات خالد. - كتيبة الصحراء الآلية. - سريتا هندسة ومخابرة. ويقدر الجبوري موجودها ب 106 ضباط، 1837 مراتبا 47 مدرعة، 18 مدفع ميدان. وثانياً: اللواء الاول مشاه وقوامه: - الفوج الاول 29 ضابطا و658 مراتبا. - الفوج الثاني 24 ضابطا و616 مراتبا. - الفوج الاول لواء 15 24 ضابطا 643 مراتبا - وحدات صغيرة طبية وهندسة ومخابرة. ويقدر الجبوري موجودها ب 97 ضابطاً و2257 مراتبا فيكون المجموع 4200 ضابط وجندي. وتألفت القوة الجوية العراقية من: - 12 طائرة نقل خفيفة انسن ANSON سرعتها القصوى 190 ميل في الساعة. - 3 طائرات نقل خفيفة GLADIATOR. وكان لدى العراق ايضاً 10 طائرات مقاتلة فيوري FURY لكن كما يقول التقرير العراقي السري "تعذر اشتراك طائرات فيوري لعدم تيسر العتاد حينئذ اما طلباتنا من طائرات الفيوري الاخرى فلم تصل بالرغم من احتياجاتنا الشديدة، كما حجزت 18 طائرة في الهند وفشلت كل المحاولات للحصول عليها". القوات السورية ارسلت سورية الى الميدان قوى وحدات جيشها الناشئ: اللواء الاول 1876 ضابطا وجندياً المعزز ب 6 دبابات و32 مدرعة و12 مدفع ميدان 75 ملم. وتشكلت القوة الجوية السورية من 4 طائرات تدريب هارفارد HARVAD وقيل 10 منها. ويشكو الزعيم عبدالله عطفة رئيس الاركان السوري السابق في مذكرة يقدمها الى رئيس الوزارة جميل مردم بك بتاريخ 18 تموز يوليو 1948 من الترتيبات الادارية التي فرضها وزير الدفاع المستقيل احمد الشرباتي على وزارة الدفاع بموجب مرسوم اشتراعي صدر في 6/10/46 تأسست بموجبه 13 مديرية في الوزارة. يقول عطفة: "وكل من هذه المديريات مستقلة عن الاخرى ولم ترتبط بسلطة موحدة قبل الوزير لتنسيق اعمالها وارتباطها مع بعضها ولم يكتف المرسوم بفصل المصالح عن الاركان وجعل رئاسة الاركان كأحد هذه المديريات الثلاث عشرة بل منح وزير الدفاع جميع الصلاحيات التي تعود الى قيادة الجيش وبذلك سلب فعلا رئاسة الاركان كل سلطة ونفوذ". القوات اللبنانية ويخبرنا الفريق الاول صالح صائب الجبوري ان اللواء فؤاد شهاب رئيس اركان الجيش اللبناني اخبر زملائه في مؤتمر رؤساء الاركان الذي عقد في عمان في 30 نيسان ابريل لتحديد القوات التي يتوجب ارسالها الى فلسطين بأنه يستطيع ارسال اكثر من فوج battalion ولكن قلّة الذخيرة تجعله يرجح ارسال فوج واحد فقط. وبالواقع اتخذ لبنان لصغر حجم جيشه خطة دفاعية في الاسابيع الثلاثة الاولى من مرحلة القتال الاولى 15 ايار - 11 حزيران ولكنه اشرك فوج القناصة الثالث 436 ضابطاً وجندياً مدعوماً بالفوج المدرع 4 مدرعات و6 دبابات لاسترداد قرية المالكية الفلسطينية القريبة من الحدود اللبنانية من اليهود وكان ذلك في 4 حزيران 1948، قوات شرق الاردن كان تشكل الحرب للجيش العربي Arab legion في 15 ايار مايو 1948 حسب ما يذكره القائد عبدالله التل في مذكراته كالآتي: - اللواء الاول الكتيبة الاولى والثالثة 2250 ضابطا وجنديا. - اللواء الثالث الكتيبة الثانية والرابعة 2300 ضابطا وجندياً - اللواء الرابع الكتيبة الخامسة والسادسة 2550 ضباطا وجندياً - كتيبة المدفعية 750 ضابطا وجندياً المجموع 7850 ضابطاً وجندياً ويضيف التل أنه كانت لدى الجيش العربي الاسلحة الاتية: 72 مدرعة ثقيلة، و52 مدرعة كشافة خفيفة، و24 مدفعاً عيار 25 رطلا، و38 مدفعاً 6 ارطال، و40 مدفعا 3 بوصة هاون MORTAN. وثمة تباين كبير بين ما يذكره عبدالله التل عن قوة الجيش العربي وما يذكره غلوب باشا في مذكراته فإن الاخير يقدر عديد الجيش ب 6000 ضابط وجندي وعدد المدرعات الصالحة بخمسين فقط وعدد مدافع 25 رطلاً بثمانية فقط وعدد مدافع الهاون 3 بوصة بپ16 مدفعاً فقط. كما يقول أن من اصل 6000 جندي لم يكن سوى 4500 جندي جاهزين للقتال. ويخبرنا غلوب أنه لم يكن للجيش العربي منذ انشائه خدمات SERVICES مستقلة لغاية 15 ايار مايو 1948 وانه حتى ذلك التاريخ كان الجيش البريطاني يقدم له جميع هذه الخدمات من صيانة للاسلحة والمدرعات والذخيرة الى النقل والخدمات الطبية وان الجيش العربي اضطر في 14 آيار مايو للمرة الاولى ان يتولى هذه الخدمات بنفسه اعتماداً على الارتجال والبديهة. ويخبرنا غلوب ايضا انه لم يكن لدى الجيش العربي احتياطي من الذخيرة إذ ان الجيش البريطاني كان يمده بها لقاء دفع اكلافها وأن هذا النظام "وفُر على الجيش العربي نفقات باهظة لا طاقة له عليها لإنشاء المستودعات لحفظ الذخيرة ولحراستها"، وانه عندما تبين له ان العمليات الحربية وشيكة الحدوث ناشد القيادة البريطانية للشرق الاوسط في قنال السويس لنجدته وانها لبت طلبه وحملّت سفينة بكاملها بذخيرة للمدفعية، ولكن السلطات المصرية تعرضت للسفينة قبل اقلاعها من خليج السويس باتجاه العقبة واستولت على حمولتها، وان القيادة البريطانية في قنال السويس عوضت على فقدان الشحنة الاولى بتحميل سفينة ثانية بذخيرة المدفعية، بيد أن قرار الحظر كان قد صدر من قِبَل هيئة الامم مما اضطر القيادة البريطانية الى تفريغ حمولة السفينة الثانية والاحتفاظ بها. ويخبرنا غلوب ايضا بأنه نتيجة ما سلف لم يكن لدى الجيش العربي من مخزون ذخيرة مدفعية الميدان ومدافع الهاون سوى ما يكفي لمعركة واحدة فقط نظرياً ENOUGH IN THERY FOR ONE BATTLE ONLY وأن الجيش العربي انتظر 16 شهراً بعد 15 آيار مايو قبل ان يحصل على مثل هذه الذخيرة. ويفيدنا القائد عبدالله التل ان عدد الضباط البريطانيين في الجيش العربي كان 46 ضابطاً، وان هؤلاء كانوا يتولون قيادة جميع وحدات اللواءين الاول والثالث في الجيش باستثناء الكتيبة الرابعة، وكذلك قيادة كتيبة المدفعية وجميع خدمات الجيش المساندة من ادارة العمليات الى النقل والتموين واللاسلكي والهندسة والمستودعات والمحاسبة، وان الضباط العرب تولوا القيادة فقط في اللواء الرابع وكتيبتيه الخامسة والسادسة، وكان هؤلاء هم قائمقام صدقي الجندي قائد اللواء وعبدالحليم الساكت قائد الكتيبة الخامسة وعبدالله التل قائد الكتيبة السادسة إضافة الى حابس المجالي قائد الكتيبة الرابعة في اللواء الثالث وعلي الحياري الضابط العربي الوحيد في أركان الجيش العربي الأردني. وهكذا يكون مجموع القوات المقاتلة الرئيسية للدول العربية الخمس في مرحلة القتال الأولى 15 آيار مايو - 11 حزيران يونيو في حرب 1948 كالآتي: - الضباط والجنود: 000،18 حتى لو أخذنا بالأرقام المرتفعة التي يذكرها عبدالله التل. - المدرعات على أنواعها: 242 حتى لو أخذنا بأرقام عبدالله التل. - الدبابات الخفيفة: 19 علماً بأن دبابتين سوريتين تعطلتا في الطريق الى الجبهة وأن الدبابات اللبنانية الست لم تشترك في القتال إلا يوم 4 حزيران وفي معركة استرداد المالكية فقط. - مدفعية الميدان دون المضاد للطائرات والدبابات: 136 تدخل فيها أرقام التل المرتفعة بالنسبة للجيش العربي. - مدفعية مضادة للطائرات والدبابات: 70 تدخل فيها أرقام التل المرتفعة. - طائرات مقاتلة: 12 علماً بأن الطيران البريطاني أسقط طائرتين مقاتلتين مصريتين وعطّل اثنتين أخريين قبل نهاية شهر آيار مايو 1948. - طائرات تدريب ونقل واستكشاف: 32 اعتبرنا الطائرات السورية في هذه الفئة 10 وليس 4. وتشكل هذه القوات فرقتين ونصف الى ثلاث فرق Durifians على أبعد تقدير، بينما تشكل الطائرات المقاتلة سرباً Squadren واحداً فقط، وإذا أعدنا الى الذاكرة أن مؤتمر رؤساء الأركان العرب الذي عُقد في عمان في 30 نيسان ابريل حدد بالإجماع أن التغلب على القوات اليهودية يتطلب ما لا يقل عن 6 فرق كاملة التنظيم والتسليح، و6 أسراب من الطائرات المقاتلة والقاصفة أي 72 طائرة لتبين لنا أن القوات "المتيسرة" التي أصّر السياسيون العرب على إرسالها كانت أقل من نصف القوات التي طالب العسكريون بها. تشكيل الحرب للقوات الصهيونية تألفت عام 1945 بطلب من بريطانيا لجنة إنكليزية - أميركية مشتركة تضم ممثلين للبلدين لدراسة الأوضاع في فلسطين وتقديم تقرير عنها لهما. وفي نيسان ابريل 1946 نشر هذا التقرير الذي تضمن فيما تضمنه تقريراً تفصيلياً للمنظمة العسكرية الهاغانا التابعة للوكالة اليهودية استناداً الى المعلومات المتوافرة للمخابرات العسكرية البريطانية وغيرها من المصادر. ويقول التقرير إنه كان لدى "الهاغانا" حينئذ قوات كاملة التنظيم Completely Agenised تحت قيادة مركزية واحدة تخضع لها قيادات إقليمية تتألف من ثلاثة أقسام: أولاً: قوة ثابتة Static من سكان المستعمرات والمدن قوامها 000،40. ثانياً: قوة ميدان تدربت على الحركة Mabile Operatians قوامها 000،16. ثالثاً: قوة دائمة التعبئة permanehly Mabilizad قوامها عند التعبئة الكاملة 6000 هي البالماخ. فيكون بذلك عدد الهاغانا عام 1946 000،62 يضاف إليه قوات المنظمتين الإرهابيتين الأرغون 3000 - 5000 والشيترن 200 - 300 فيصبح المجموع 000،65 - 000،70 مقاتل. ونعلم من مذكرات بن غوريون ومن التاريخ الرسمي للهاغانا أن "قوات الميدان" تطورت ما بين نيسان ابريل 1946 وبدء الحرب في 15 آيار مايو 1948 حين اصبح عددها في التاريخ الأخير 826،31 بما في ذلك 6000 مقاتل في البالماخ، وأن قوات الميدان هذه تألفت من 10 ألوية Brizedes ثلاثة منها ألوية البالماخ هي: - اللواء يفتاح 2000 جندي. - اللواء هاريل 2000 جندي. - اللواء هانيغيف 2000 جندي. أما سائر الألوية فكانت: - اللواء كرميلي 2238 جندياً. - اللواء غولاني 3573 جندياً. - اللواء الكسندروني 3588 جنود. - اللواء كيرياتي 2504 جندياً. - اللواء غيغعاتي 3229 جندياً. - اللواء السابع الناشئ 800 جندي. - اللواء غنسيوني 3166 جندياً. يضاف إليها 4161 جندياً في اسلحة الخدمات، أي في المدفعية والهندسة والطيران والنقل، وتبين الخريطة المرفقة توزيع هذه الألوية في البلاد. أما اسلحة الهاغانا يوم قيام الدولة في 15 آيار مايو فكانت كالآتي، حسب رواية التاريخ الرسمي للهاغانا ومذكرات بن غوريون: - مدافع هيسبانو سويزا Hispano-Suiza سويسرية 20 ملم: 25. - مدافع جبلية فرنسية 65 ملم: 5. - مدافع هاون 3 بوصة: 105. - مدافع هاون 2 بوصة: 682. - مدرعات صنع محلي 600 - 800. - نصف مجنزرات اميركية 52. - قاذفات لهب 20. - مدافع ضد الدرع Piat 30. - رشاشات متوسطة 182. - رشاشات 1269. - بنادق 000،28 بما فيها بنادق بوليس المستعمرات. - رشاشات اتوماتيكية صنع محلي 264،10. - قنابل يدوية صنع محلي 926،94. - ألغام صنع محلي 000،31. ولا تشمل هذه الأسلحة الطلبات الضخمة العديدة التي كان بن غوريون، برأيه النافذ السديد وهمته العالية وبُعد نظره وتركيزه الثابت على الأهم فالمهم، قد أوصى عليها مسبقاً في الخارج وكانت جميعاً في طريقها الفعلي الى فلسطين قبل 15 آيار مايو. ويذكر بن غوريون في مذكراته بتاريخ 19 آيار أن شحنة كبيرة من هذه الطلبات كانت راسية خارج حيفا في ذلك اليوم تنتظر نهاية الانتداب البريطاني لتفريغها، وأن حمولتها كانت: 000،10 بندقية، و1421 رشاشاً، و16 مليون رصاصة بنادق، تضاف طبعاً الى ما ورد أعلاه. ويذكر تاريخ الهاغانا الرسمي أنه وصل الى البلاد ما بين 15 آيار و31 آيار - أي خلال اسبوعين فقط من قيام إسرائيل من هذه الطلبات - 10 مدافع اخرى عيار 75 ملم، و30 مدفعاً عيار 65 ملم، و5 مدافع أخرى هيسبانو سويزا عيار 20 ملم، بالإضافة إلى 000،70 قذيفة مدفع و12 مدفع هاون 120 ملم. ولكي يكوِّن القارئ العربي فكرة أدقّ حول كيف تكون جدية رجال الدولة في الحروب نعطي على سبيل المثال لا الحصر محتويات بعض الطلبات "الإضافية" لكل ما سبق التي كان بن غوريون قد أوصى عليها وتلقاها تباعاً بعد 15 آيار مايو: 10 طائرات مسر شميت، 20 طائرة نورماندي، 40 دبابة، 92 نصف مجنزرة، 200 بازوكا، 59 سفينة من مختلف الأنواع، 30 مليون رصاصة، وما يزيد على 200 مدفع ميدان. والغريب أن أسعار هذه الأسلحة، على كثرتها، لم تكن خيالية فوق طاقة الدول العربية مجتمعة أو فرادى. فبن غوريون يخبرنا أن طائرات المسر شميت العشر مثلاً كلفته مليوناً من الدولارات فقط. ذلك أن أسعار الأسلحة بعد الحرب العالمية الثانية كانت تدنت بسبب ضخامة الفائض منها. ونحن لو حاولنا مقارنة أسلحة الطرفين لوجدنا أن الطرف الصهيوني كان يتفوق أصلاً على الطرف العربي في عدة أنظمة المدرعات ومدافع الهاون، والرشاشات الاتوماتيكية، والألغام، والقنابل اليدوية، ناهيك عن الذخيرة والعديد والخبرة القتالية والإدارية السوقية. وإن كان يوجد تفاوت لمصلحتنا، وهو محدود جداً، فإن العدو تمكن من التعويض عليه بسرعة وحسم يدعوان الى الإعجاب. وبعد.. فعند أية مقارنة، فاللبّاب اللّباب هو أن الأطراف العربية كانت بالفعل خمسة، مما يُفقد أي محاولة للمقارنة، معناها ذلك أنه نظراً لفقدان القيادة الواحدة الموحدة كانت كل قوة عربية فعلياً تجابه إسرائيل لوحدها. رغماً عن قلتها النسبية مجتمعة، حيث أن المقّر به أن القوة المهاجمة تحتاج الى نسبة 3 : 1 تجاه العدو لمصلحتها لتضمن صناعة النصر.