بلغ عدد السكان العرب في فلسطين في ايار مايو 1948 000.350،1 نسمة وبلغت نسبة القادرين منهم على حمل السلاح 5،28 في المئة، اي 385 ألف شخص، منهم 200 ألف من الذكور في حين بلغ عدد اليهود آنذاك حوالي 645 ألف نسمة، وبلغت نسبة القادرين منهم على حمل السلاح 44 في المئة، اي 284 ألف نسمة، منهم 147 ألفاً من الذكور. * القوات الشعبية العربية: 1- جيش الانقاذ: اسسته جامعة الدول العربية، وموّلته وسلّحته. بدأ المتطوعون من مختلف الدول العربية يتوافدون نهاية العام 1947 الى معسكرات قطنا قرب دمشق. تألف الجيش من ثمانية افواج، دخلت الى فلسطين، الواحد تلو الآخر، بدءاً من مطلع العام 1948. ثم لحق بهم قائد الجيش فوزي القاوقجي. بلغ حجم الجيش 4630 مقاتلا. ونظراً الى السرعة في تشكيل الجيش، وضعف التدريب، وضعف التسليح، وندرة الذخائر، وعدم وجود عدد كاف من الضباط والقادة، كان مردوده دون المستوى المطلوب، وانصياعه للأوامر غير مثمر أحيانا. 2- مجموعة المتطوعين المصريين: تألفت هذه المجموعة، في غالبيتها، من جماعة الاخوان المسلمين، وانتظمت في ثلاث كتائب، وعملت في النقب والعريش وقطاع غزة. 3- جيش الجهاد المقدس: اسسته الهيئة العربية العليا لفلسطين، ونصّبت قائداً عليه عبدالقادر الحسيني، الذي استشهد في معركة القسطل نيسان / ابريل 1948. وكان الجيش مؤلفاً من فئتين: قوة ضاربة قوامها 5-7 آلاف مقاتل، وقوة مدافعه تشكلت من ابناء القرى عددها حوالي 10 آلاف مقاتل. توزعت القوة الضاربة على سبع مناطق تغطي الارض الفلسطينية. وكانت اسلحة الجيش وذخائره محدودة وبسيطة. ولم تكن العلاقة بين الهيئة العربية العليا لفلسطين واللجنة العسكرية في الجامعة العربية ودية، وهو ما انعكس سوءاً على تسليح جيش الجهاد وموارده. * الجيوش العربية: لم تكن الجيوش العربية تتمتع باستقلالية كاملة للتحرك والعمل، او بقدرة تنظيمية وعددية وسلاحية تؤهلها لمواجهة الغزوة الصهيونية، وكان على رأس الجيش الاردني ضباط بريطانيون، وكان الجيشان المصري والعراقي خاضعين لأحكام معاهدتين معقودتين مع بريطانيا. اما الجيشان السوري واللبناني فكانا خارجين حديثاً من حكم الانتداب الفرنسي، ضعيفين عدداً وعتاداً وسلاحاً. حاول بعض القيادات العربية الحصول على اسلحة حديثة، وتوسيع ملاكات جيوشها، فلم توفق في معظم ما سعت اليه، فاشترى ملك مصر اسلحة فاسدة، كانت تنفجر لدى استعمالها. وسعت سورية الى التسلح، وانتهت الحرب، قبل ان تتمكن من ذلك، واغرقت السفينة التي حملت عدة عسكرية في البحر المتوسط. دخل الجيش المصري الحرب بقوة مؤلفة من لواءين، و15 طائرة مقاتلة، وخمس قاذفات قنابل، ثم دُعمت بقوة اخرى مماثلة. وعملت معها قوة سعودية قوامها 1500 جندي. دخل الجيش العراقي فلسطين بلواءين، ثم ازداد عديده حتى بلغ الضعفين بعد الهدنة الثانية. وتميز الجيش العراقي بقوته الجوية. وهبط في مطار المفرق الاردني يوم 12/5/1948 سربان من القاذفات وسرب من المقاتلات. كان الجيش السوري، حين بدء الحرب، مؤلفاً من ثلاثة ألوية مقاتلة، ولم يكن لديه من الذخائر ما يكفي لاكثر من اسبوع قتال. ولم يكن باستطاعة الجيش اللبناني ان يقدّم اكثر من لواء معزّز. زاد حجم الجيش الاردني، خلال العامين 48 و1949 الى نحو الضعفين. وزاد في الوقت نفسه عدد البريطانيين فيه الى ما يقارب 45 ضابطاً و180 ضابط صف. وكان رئيس اركانه بريطانياً، هو الجنرال جون باجوت غلوب، وحينما بدأت، دخلت الجيش الاردني فلسطين منتظماً في ثلاثة ألوية. * القوات الصهيونية: تألفت القوات الصهيونية العاملة في فلسطين حين صدور قرار التقسيم مؤلفة من: 1- الهاغاناه: وهي القوة الرئيسية والفعالة في ساحة القتال. وكانت مؤلفة من البلماخ، وهي القوة الضاربة المؤسسة على شاكلة ألوية مستقلة متكاملة. والقسم الثاني من الهاغاناه هو مجموعة ألوية ميدانية. والقسم الثالث هو تنظيمات حراسة وحماية المستعمرات. كوّنت الهاغاناه وحداتها من الضباط والجنود اليهود الذين خدموا في الجيش البريطاني اثناء الحرب العالمية الثانية. وكان لها قيادة عامة وهيئة اركان. ونُظّمت على اساس ان تكون جاهزة لأن تصبح "جيش الدفاع الاسرائيلي" حين قيام الدولة. 2- إرغون المنظمة العسكرية القومية ومنظمة شيترن: وهما منظمتان ارهابيتان، انشقتا عن الهاغاناه، واخذتا تعملان لتصفية الوجود العربي فلسطين. وكان تأثيرهما عميقاً وواسعاً لفظاعة ووحشية الاعمال التي ارتكبتاها. عملت الوكالة اليهودية لتسليح قواتها بمختلف انواع الاسلحة، ومن مصادر متنوعة. فإلى جانب المصانع التي اقامتها الوكالة في فلسطين لانتاج بعض الأسلحة الخفيفة والذخائر، حصلت القوات الصهيونية على كميات كبيرة ومتنوعة من الاسلحة والذخائر من المستودعات البريطانية. والى هذا وذاك، كان مبعوثو الوكالة اليهودية يجوبون انحاء اوروبا لشراء الاسلحة والذخائر من مخلفات الحرب العالمية الثانية. وكانت آنذاك متوافرة في انحاء كثيرة من العالم، خصوصاً في اوروبا. وكانت الوكالة قادرة على الشراء، بسبب ما لديها من اموال كانت تتدفق اليها من المنظمات الصهيونية واليهودية، وبخاصة في الولاياتالمتحدة. ومن بين الصفقات الكثيرة التي عقدتها الوكالة لاستيراد الاسلحة، تلك الصفقة التي عقدتها مع مصانع سكودا في تشيكوسلوفاكيا في مطلع العام 1948، اذ اشترت 500،24 بندقية، واكثر من 000،5 رشاش، و25 طائرة مقاتلة مسر شميت، واكثر من 24 مليون طلقة، وكانت قيمة هذه الصفقة 280،12 مليون دولار، ووصلت الاسلحة الى فلسطين في اثناء الهدنة الاولى، ليستخدمها الجيش الاسرائيلي في مرحلة القتال الثانية. الى ذلك، كانت هناك شحنات كبيرة من الاسلحة والذخائر المتنوعة جاهزة للإرسال من اميركا واوروبا، وتأجل إرسالها حتى انتهاء الانتداب البريطاني وإعلان قيام اسرائيل. وأبرز ما في تلك الشحنات الدبابات والطائرات المقاتلة والمدافع الثقيلة. كان لدى قوات الهاغاناه يوم إعلان قرار التقسيم: 502،17 بندقية، 662،3 مسدس، 932 رشاشاً، 754 مدفع هاون، 751،53 قنبلة يدوية، 16 قاذفة مضادة للدروع. ثم تدفقت الاسلحة الى اسرائيل، خصوصاً في فترة الهدنة الاولى، وأصبح لدى الجيش الاسرائيلي: 500،67 بندقية، 300،21 رشاش، 675 مدفعاً مضاداً للطائرات، 250 مدفع ميدان. تحولت الهاغاناه، فور إعلان قيام الدولة، الى "جيش الدفاع الاسرائيلي". وانتظم في تسعة ألوية: ثلاثة منها ضاربة متحركة، وستة موزعة على المناطق العسكرية، إضافة الى القوات الاحتياطية. وترتبط كلها برئاسة الاركان العامة. واستطاع الجيش الاسرائيلي ان ينمو ويكبر، عديداً و سلاحاً، في مدة جد وجيزة. وتركز النمو السريع في سلاحي المدرعات والطيران. * الميزان: ثمة تقديرات مختلفة لحجوم القوات المسلحة التي اشتركت في الحرب. وحسب المعلومات المتوافرة من مصادر شتى، عربية واسرائيلية واميركية واوروبية، والى وقائع الحرب وخطط الطرفين، والى اداء القوات ونتائج الحرب، يرجح ان ميزان القوى كان على الشكل الآتي: أ- في الاشهر الستة التي سبقت دخول الجيوش العربية فلسطين كان هناك نحو 12 الف مناضل فلسطيني وعربي مقابل 60 الف مقاتل صهيوني. ب- في المرحلة الاولى من القتال: نحو 21 الف جندي عربي مقابل 67 الف جندي اسرائيلي. ج- في المرحلة الثانية من القتال: نحو 40 الف جندي عربي مقابل 106 آلاف جندي اسرائيلي. ومن قبيل المقارنة، نشير الى أن وكالة المخابرات المركزية الاميركية قدرت، في تقرير مؤرخ في 27/7/1948، قوات الطرفين، العربي- والاسرائيلي، المشتركة في الحرب، كالآتي: - القوات العربية: في فلسطين 000،27، وبالقرب منها 800،19 المجموع: 46800 جندي. - القوات الاسرائيلية: 800،97 جندي. اي ان القوة الاسرائيلية، وهي جيدة التسليح وبإمرة قيادة واحدة، كانت أكثر من ضعفي القوة العربية، التي كانت ضعيفة التسليح، وذات قيادات متعددة.