أضاف تحليل شعاعي جديد، يسمح برؤية وقياس معدل الخسارة في الخلايا العصبية الدماغية بدقة جيدة، فائدة كبيرة في تشخيص ومتابعة علاج مرض باركنسون. واعتمد هذا الاكتشاف، الذي نشر ملخص عنه في مجلة SYNAPSE، على تطبيقه عند حوالى 15 مريضاً، علماً أن بعضهم كان من دون أمراض تذكر، وكان بعضهم الآخر سليماً تماماً. وكانت النتيجة ان هذا التحليل ألغى أي شك في التشخيص، خصوصاً في المراحل الباكرة من جهة، وسمح برؤية ومراقبة تأثيرات الدواء على تطور المرض من جهة أخرى. يدعى هذا العامل الجديد الذي يعطي صورة على الجهاز الشعاعي ب ATROPANE، وهو يتصل بشكل نوعي بالبروتين الذي يتحكم بالعصبونات المفرزة لمادة الدوبامين في الدماغ. ومن أجل رؤية هذه العصبونات واعطائها صورة على الجهاز الشعاعي، يُوسم هذا العامل بمادة فعالة شعاعياً. وبذلك امكن تحديد، وبشكل دقيق، مقدار التخرب في خلايا الدماغ عن طريق اجراء تصوير طبقي محوري للدماغ، وبالتالي أصبح بالامكان نفي وجود هذا المرض أو تأكيده من خلال تطبيقه على حالات عدة تراوحت في تطورها وشدتها، حتى أنه تم تشخيص هذا المرض عند طفل عمره 14 سنة. مرض باركنسون مرض شائع ذو انتشار عالمي، أسبابه غير معروفة على وجه التحديد، وتقدر نسبة الاصابة به، التي تزداد مع تقدم العمر، ب 1 من كل 200 شخص بعد سن السبعين من العمر. أعراضه ثلاثة: الرجفان الذي يحدث أثناء الراحة على شكل دوران الابهام على السبابة في حركة تشبه عدّ النقود، وعدم الليونة والصلابة في حركة المفاصل، بالاضافة إلى بطء في تنفيذ الحركات والكلام مع وجه عديم التعبير يشبه القناع. وتصبح المشية مميزة أيضاً، فهي متثاقلة إلى أمام مع انحناء في الجذع وكأن هناك خطوة ناقصة خلف مركز ثقل الجسم. أما السبب في ظهور هذه الأمراض فهو تخرب في الخلايا العصبية المسيطرة على الحركة، الذي يؤدي بدوره إلى نقص في الوسيط العصبي الكيماوي والمسمى ب "الدوبامين". وعلى رغم عدم وجود علاج لهذا المرض، إذ أن العلاجات جميعها تتضمن إما تعويضاً للوسيط العصبي الناقص، أو زرعاً للخلايا المفرزة له، أو تحريضاً للخلايا السليمة الباقية عن طريق الجراحة، فإن المشرفين على هذا الاكتشاف قالوا إن هذا الاختبار يساعد الأبحاث الجارية في سبيل اكتشاف علاج فعال لهذا المرض وبطرق عدة، من ناحية التشخيص الأكيد والباكر، ومن جهة المسح الاحصائي لعائلة المصاب. إذ أن التشخيص المبكر يفيد في المحافظة على أكبر قدر ممكن من الخلايا، علماً أنه عند ظهور الأعراض يكون حوالى 80 في المئة منها قد فقد. وعلى رغم التشخيص الباكر الذي يوفره هذا الاختبار، فإن امكانات المعالجة الشافية غير متوافرة حتى الآن. وحسب ما أفاد الباحثون، فإن مراقبة المرض في بداياته وكيفية تطوره تساعد إلى حد كبير في تغذية الأبحاث وتوجيه التجارب بغية معرفة كل شيء عن هذا المرض وبالتالي ايجاد العلاج الأفضل له.