قتل ثمانية فلسطينيين على الاقل في قطاع غزة وجرح عشرات في مواجهات شهدتها الضفة الغربية وقطاع غزة امس بمناسبة ذكرى مرور خمسين عاما على نكبة فلسطين هي أسوأ مواجهات تشهدها المناطق الفلسطينية منذ عشرين شهراً. واتهمت اسرائيل السلطة الفلسطينية ب "تشجيع الاضطرابات" لكن وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبدربه حمّل إسرائيل مسؤولية ارتكاب "مجزرة وحشية". راجع ص 4 و5 ولاحظ مراقبون ان اشتباكات الامس جاءت لتعبر عن حالة احباط تعيشها المناطق الفلسطينية وتتصاعد منذ فترة مع استمرار الحصار المفروض على الفلسطينيين في ظل عملية سلام متوقفة منذ اكثر من عام، وهو ما حذر منه الرئيس ياسر عرفات اخيراً بقوله: "ان للصبر حدوداً". وعلى رغم ان خطاب الرئيس الفلسطيني الذي القاه امس بمناسبة مرور خمسين عاماً على اغتصاب فلسطين جاء موزونا وخاليا من كل ما من شأنه ان يفهم منه انه تحريض على العنف، الا ان مواجهات امس حملت رسالة برأي المراقبين، بمناسبة مرور نصف قرن على اقامة اسرائيل في فلسطين، مفادها ان الوضع المتفجر في المناطق الفلسطينية لا يمكن ان يستمر الى الابد. كما انها حملت تحذيرا الى الادارة الاميركية خلال خوضها مفاوضات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بان لا مجال لاضاعة الوقت بانتظار ان يقرر الاخير المضي قدما في عملية السلام. ونظم الفلسطينيون مسيرات في كل محافظاتالضفة الغربية وقطاع غزة ووقفوا دقيقتي صمت بشكل جماعي عند انتصاف النهار حداداً على الذين سقطوا منذ وقوع النكبة وحتى اليوم كما بثت مكبرات الصوت في انحاء الضفة الغربية وقطاع غزة خطابا مسجلا للرئيس الفلسطيني في المناسبة. ووقعت الاشتباكات الاولى امس قرب تجمع مستوطنات "غوش قطيف" في قطاع غزة بينما كان مئات الاف الفلسطينيين يتجمعون للمشاركة في "مسيرات المليون" كما اطلق عليها. واطلق الجنود الاسرائيليون النار على جموع الفلسطينيين الذين رشقوهم بالحجارة مما ادى الى سقوط قتيلين قبل الظهر وما دفع مئات بعد ذلك الى مهاجمة الحواجز التي يتمركز عندها الجنود الاسرائيليون. واستمرت المواجهات في قطاع غزة ساعات ولم تفلح الشرطة الفلسطينية التي حاولت تشكيل حاجز بشري بين المتظاهرين والجنود الاسرائيليين ولا الدبابات التي دفع بها الجيش الاسرائيلي الى الشوارع المحيطة بالمستوطنات في وقف المواجهات. واعلن مصدر رسمي فلسطيني عن مقتل ثمانية فلسطينيين بينهم طفلان في الثامنة من العمر مع انتهاء نهار امس. ووقع عشرات الجرحى في اشتباكات مع الجيش الاسرائيلي شهدتها مدن الخليل وبيت لحم ورام الله وجنين ونابلس بعد انتهاء المسيرات اعادت التذكير باحداث ايلول سبتمبر العام 1996 التي وقعت على اثر فتح اسرائيل نفقا تحت المسجد الاقصى. اشادة قطرية بأولبرايت وفي الدوحة "الحياة" نوه وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ب "الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط وإزالة العقبات التي تقف امامها". وأكد "أهمية استمرار المساعي الاميركية" في هذا الصدد. جاء هذا تعقيباً على الكلمة التي أدلت بها وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت اول من امس في نادي الصحافة بواشنطن عن الظروف الصعبة التي تمر بها مسيرة السلام حالياً. ورأى الوزير القطري في تصريح بثته وكالة الانباء القطرية أمس ان "كلمة اولبرايت تؤكد بشكل واضح التزام الولاياتالمتحدة بعملية السلام وتصميمها على متابعة الجهود لتذليل الصعوبات التي تواجه هذه العملية في الوقت الحالي". ونوه الوزير بقول اولبرايت ان لا أمن دائماً لاسرائيل من دون سلام دائم في المنطقة وإشارتها الى ضرورة تحقيق تقدم على جميع مسارات العملية السلمية". وحمل الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الحكومة الاسرائيلية "مسؤولية تعثر مسيرة السلام وما يترتب عليه من انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة وحض اسرائيل على "تنفيذ الاتفاقات المبرمة مع الجانب الفلسطيني والتزام مبادئ عملية السلام والاستجابة للارادة الدولية".