اعلن رئيس الجمهورية اللبنانية الياس الهراوي ان كل الكلام الاسرائيلي عن الاستعداد لتطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 425، مجرد مناورات. وقال الهراوي تعليقاً على اعلان السفير الاميركي في بيروت ريتشارد جونز عن وجود تفسيرات عدة لتطبيق القرار الرقم 425، انه لم يبحث في هذا الامر معه حين استقبله اول من امس. وأكد الهراوي، اثناء استقباله امس نقيب محرري الصحافة اللبنانية ملحم كرم واعضاء مجلس النقابة، ان "لا تفسيرات للقرار. تفسيرنا هو ان تنسحب اسرائيل من الجنوب". وقال في اشارة الى التصريحات الاسرائيلية عن الاستعداد لتطبيق القرار 425، "انهم يقولون ذلك لكن ليس هناك قرار صادر عن مجلس الوزراء الاسرائيلي في هذا الاطار. وحين يصدر قرار سنرى… فضلاً عن اننا لا نبحث عن اي شيء له علاقة بتنفيذ القرار 425 الا مع الاممالمتحدة والامين العام كوفي أنان. وحين كان سيزور المنطقة كان سيأتي الى لبنان وقيل في حينه انه ربما كان يحمل معه اقتراحات في شأن الترتيبات". وفي رفض للطرح الاسرائيلي التفاوض على ترتيبات امنية تنفيذاً للقرار 425، قال الهراوي: "فلينسحبوا ولدينا جيش قادر على بسط سيطرته على اي منطقة تخليها اسرائيل. وكنا قلنا في السابق ونقول اليوم اننا نضمن امننا ونمنع اطلاق اي رصاصة في حال انسحبت اسرائيل، من دون قيد او شرط. فنحن لدينا 63 ألف عسكري من اجل ماذا؟ من اجل هذا الهدف نهيئ قواتنا ونحضرها". واضاف الهراوي ان "القرارين الرقمين 425 و426 واضحان وليس لدينا ما نزيده، ولسنا في حاجة الى الدخول في سجال او في رد على ما تطرحه اسرائيل، لئلا نعطيها رصيداً ونشكك في انفسنا". وكرر الهراوي ان "لبنان سيكون آخر دولة توقع السلام مع اسرائيل، وكنا قلنا هذا الكلام في السابق، ونردده الآن، وليس لدينا ما نقدمه، ويبقى عليها ان تنسحب ولن ندخل في اي شكل من اشكال التفاوض". وسرت تكهنات في بيروت لدى بعض الاوساط الرسمية، استناداً الى بعض المعلومات، ان الجانب الاسرائيلي سيسعى خلال الايام المقبلة الى تسويق بعض الافكار عن تطبيق القرار 425، وعبر الجانب الاميركي هذه المرة. واعتبر مرجع رسمي لپ"الحياة" ان تل ابيب ستحاول من خلال رمي الافكار المتواصلة عن التطبيق المشروط بترتيبات امنية للقرار 425، تفخيخ الوضع الداخلي واحداث حال من الارباك. وقالت مصادر رسمية ان كبار المسؤولين اللبنانيين سيحددون تفسيراً موحداً ونهائياً للقرار 425 وسبل تنفيذه. وشددت المصادر على اهمية التناغم بين الموقف الرسمي من العرض الاسرائيلي والموقف الشعبي بما فيه موقف القوى المقاومة. واعتبرت ان المسؤولين في حاجة الى تكثيف المشاورات بعدما سادت اجواء جفاء بفعل الخلاف بين الهراوي والحريري من جهة وبري من جهة ثانية، على احالة قضية الشيخ صبحي الطفيلي على المجلس العدلي قبل عشرة ايام، اذ ان الاخير عتب على السلطة التنفيذية لإقدامها على الخطوة من دون التشاور معه. واستقبل بري مساء امس السفير الاميركي جونز. وقالت مصادره لپ"الحياة" انه ركز في حديثه مع السفير الاميركي على موقف لبنان المعارض لضرب العراق، اما جونز فقال رداً على سؤال عن حديثه اول من امس عن تفسيرات متعددة للقرار 425 ان "الصحافة حاولت ان تلعب على اختلاف بيننا، ولا اظن ان هناك فروقات قائمة. انا قلت ان افضل طريقة لمعالجة الاختلاف في الآراء بين العرب واسرائيل هي التفاوض. انا اعتقد ان هناك تفسيرات مختلفة لكنني لم اتخذ موقفاً، هل تحبذ اميركا هذا التفسير او ذاك". على صعيد آخر، عقد مجلس الوزراء اللبناني جلسته الاسبوعية برئاسة رئيس الحكومة رفيق الحريري. وقدم وزير الخارجية فارس بويز في مستهلها مداخلة عن تطورات الوضع في منطقة الخليج العربية. وأكد في هذا الصدد "ثوابت الموقف اللبناني الرسمي"، مشدداً على "اعتبار المساعي الديبلوماسية الجارية المدخل السليم لمعالجة الموقف وتجنيب المنطقة اي تطورات عسكرية محتملة". واطلع المجلس على اعمال اللجنة الوزارية المكلفة تحديد برنامج للتنمية للمناطق المحرومة. وقرر "الموافقة على اقرار مشاريع الطرق الريفية لكل من اقضية بعلبك والهرمل وعكار، كما تم تحديدها وتقدير كلفتها من جانب وزارة الاشغال العامة وتبلغ الكلفة الاجمالية لهذه المشاريع زهاء 50 بليون ليرة لبنانية موزعة بين الاقضية الثلاثة كالآتي: قضاء بعلبك: عدد المشاريع 22 والكلفة التقريبية 24 بليون ليرة، قضاء الهرمل: عدد المشاريع 58 والكلفة التقريبية 8 بلايين ليرة، عكار: عدد المشاريع 43 والكلفة التقريبية 18 بليون ليرة.