عاد الهدوء أمس الى بعض أحياء بيروت، بعد الاشتباك المسلح الذي وقع بين عناصر "حزب الله" وآخرين من حركة "أمل" في منطقة زقاق البلاط، اثر خلاف على رفع إحدى اللافتات. وانتشرت قوى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، في عدد من مناطق بيروت، ومنها زقاق البلاط وحي البطريركية والبسطا والباشورة والخندق الغميق ومستديرة الكولا وكورنيش المزرعة والبربير. وسيّرت دوريات راجلة في الشوارع تولت تفتيش بعض السيارات. وأوقفت ثمانية أشخاص بتهمة الاشتراك في الحادث، واحالتهم على المراجع القضائية المختصة. وكانت حركة "أمل" أفادت عن اصابة اربعة من عناصرها بالرصاص نتيجة اشكال مع عناصر من الحزب، حال أحدهم خطرة، ليل أول من أمس، وفي تفاصيل الحادث الذي جاء بعد سلسلة حوادث غذتها المواجهة السياسية بين التنظيمين في الانتخابات البلدية في المناطق التي يتجاور حضورهما فيها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، ان خلافاً بدأ بين انصار الفريقين في شارع قريب من حسينية زقاق البلاط، استخدمت فيه آلات حادة وأعقاب المسدسات ما لبث ان امتد الى داخل الحسينية، فاستخدم خلاله اسلحة حربية وأصيب من "أمل" محمد علي سلامة وطلال نورالدين وحسن دولاني ومحمد معتوق ومحمد كساب الذي ما زال في حال الخطر. وأفادت مصادر "أمل" ان عناصر "حزب الله" أطلقوا النار على مناصريها على مرأى من حاجز لقوى الأمن فأصيب المذكورة أسماؤهم فتدخلت القوى الأمنية بعدها واثر حصول انتشار مسلح في مناطق عدة. وقال مصدر في "أمل" ل"الحياة" ان قيادتها طلبت من قوى الأمن معالجة الموقف فور حصول الحادث الأول فتوجهت قوة منها الى زقاق البلاط، لكن عناصر الحزب استخدموا الأسلحة النارية وبعدها عملنا على سحب عناصرنا من الشارع وطلبنا من القوى الأمنية اتخاذ التدابير التي تراها مناسبة حيال أي عنصر من الحركة أو غيرها، وابلغنا ان "حزب الله" تعهد لقوى الأمن تسليم من أطلقوا النار الى السلطات المختصة. وقال المصدر ان "حزب الله" لم تعجبه دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الحزبيين الى عدم الترشح في الانتخابات البلدية افساحاً في المجال أمام الآخرين، وأخذ يحرض علينا منذ مدة، وما حصل من استخدام للسلاح في بيروت مستغرب. أما مصادر الحزب فقالت ان التلاسن بدأ حين رفعت "أمل" لافتة كتب عليها "من قاتل أمل لا أمل له في الحياة"، وتلاه اشتباك بالأيدي متهماً "أمل" بالظهور المسلح، وربطت بين ما حصل في زقاق البلاط وصدامات مع "أمل" في الضاحية الجنوبية وطاريا في البقاع وبلدة الخرايب في الجنوب. فيما قال مصدر في "أمل" ان ما حصل في طاريا هو بين عناصر من الحزب ومناصري الشيخ صبحي الطفيلي ولا علاقة للحركة به. واتهمت مصادر "حزب الله" الفريق الآخر بافتعال صدامات لتأجيل الانتخابات البلدية، مشيرة الى تصريحات الرئيس بري عن ان من يريد ان يقاتلني انتظر الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب لأقاتله. وقالت المصادر أن "أمل" تريد ان تفرض على الحزب عدم ترشيح مناصريه الى الانتخابات البلدية. وتحدث فريقا الاشتباك عن لملمة الوضع على الأرض فيما ساد الحذر عدداً من مناطق وجود محازبيهما في الضاحية وبيروت. وقالت مصادر "حزب الله" ان تدخلات من جانب القيادة الأمنية السورية في بيروت تمت مع كل من الفريقين لتهدئة الوضع، الا ان اي اتصالات لم تحصل من القيادة السورية السياسية بعد. ومساء أصدر الطرفان بياناً مشتركاً اعتبرا فيه ان الاشكال فرديّ ولا خلفيات سياسية له، وانهما عملا على تطويقه، وحملا الاجهزة الأمنية والقضائية مسؤولية متابعته. وأكدا العلاقة الايجابية بينهما، ودعوة محازبيهما الى نبذ الفرقة.