أكدت الولاياتالمتحدة رضاها عن نتائج مفاوضات السلام السودانية التي اختتمت في نيروبي يوم الاربعاء الماضي، خصوصاً عن إتفاق الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة العقيد جون قرنق على اجراء استفتاء على تقرير المصير في جنوب السودان، والتزام الحكومة السماح بحرية مرور الاغاثة الى المتضررين من القتال في الجنوب. وأعرب الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان عن "ارتياحه الى التقدم" الذي احرز في مفاوضات نيروبي. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية لپ"الحياة": "اعتبرنا وعد الحكومة السودانية بالسماح بمرور الاغاثة امراً مشجعاً، وليس لدينا موقف محدد من نتائج الاستفتاء على تقرير المصير في الجنوب، الا ان الولاياتالمتحدة دعمت منذ وقت طويل فكرة اعطاء السودانيين الحق في تقرير مستقبلهم. لذلك نعتبر هذا التطور مشجعاً". ورفض مناقشة قضيتين لم يتم اتفاق في شأنهما في المفاوضات هما تحديد علاقة الدين بالدولة وموضوع تعريف حدود جنوب السودان التي سيجرى الاستفتاء داخلها. وأوضح ان واشنطن "اتخذت دائماً موقفاً قوياً في شأن حقوق الانسان والاضطهاد الديني في السودان. وكررنا دعوة الحكومة السودانية الى احترام حقوق جميع المواطنين". وأعرب المسؤول الاميركي عن الأمل بأن تستفيد الاطراف من الفترة الباقية قبل انعقاد الجولة المقبلة من المفاوضات في أديس ابابا في آب أغسطس، في "تطوير مواقفها في شأن القضايا التي لا تزال معلقة كي تتمكن من بدء حوار بناء يقود الى حل نهائي" للمشكلة السودانية. وتابع المسؤول ان واشنطن ستساهم في عملية "شريان الحياة" التابعة للامم المتحدة، وان المساعدات الانسانية المطلوبة "تصل الى 30 ألف طن مترى من الاغذية والادوية والبذور والادوات الزراعية، و"نحن ملتزمون تقديم المساعدات ونطالب المانحين الآخرين بالمساهمة في الاغاثة". وكان انان أعرب عن "ارتياحه الى التقدم" الذي سجل في مفاوضات السلام السودانية. وقال في بيان انه "مرتاح بعدما اطلع على التقدم" الذي سجل بين الطرفين خلال المفاوضات في نيروبي ودعاهما الى التفاوض لپ"ايجاد حل لأحد أطول نزاعات القارة الافريقية". واوضح انان الذي يواصل جولة افريقية، ان تحديد جولة جديدة من المفاوضات في اديس ابابا امر "مشجع". على صعيد اخر بدأت في ولاية الخرطوم أمس عملية الاقتراع في الاستفتاء على الدستور الجديد في السودان وسط اهتمام رسمي واسع كبير، وفي ظل إقبال محدود. وجال النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه واعضاء مجلس الوزراء على مراكز الاقتراع التي يزيد عددها على ألف مركز وزعت على 36 دائرة. وقال رئيس اللجنة الفتية للانتخابات في ولاية الخرطوم هاشم كروم ان الاستعدادات اكتملت لانطلاق عملية الاستفتاء التي تستمر حتى التاسع عشر من الشهر الجاري، ويتوقع ان يشارك فيها حوالى 1520000 مواطن. غير ان تقارير أولية أشارت الى ان اليوم الأول مرّ من دون اقبال واسع وان مراكز الاقتراع خلت سوى من مندوبي اللجان الشعبية وبعض مسؤولي الانتخابات ومؤيدي الحكومة.