وصفت مصادر مصرية رسمية ما جاء في إعلان مدفوع نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أول من امس تحت عنوان: "الأقباط لهم مشاكل" بأنه "كلام معاد ومكرر ويأتي في إطار حملة تنظمها جهات مشبوهة تستهدف إثارة الفتنة في مصر رداً على المواقف الوطنية التي تتبناها الحكومة في قضايا مختلفة"، واعربت عن اسفها "لتورط مصريين مقيمين في الخارج في المشاركة في مخططات خارجية". وحمل الإعلان توقيع "الاتحاد القبطي الدولي" وتضمن اسماء كل من التونسي قلادة عن الاتحاد القبطي الاميركي، وسليم نجيب عن الاتحاد القبطي الكندي، وحلمي جرجس عن الاتحاد القبطي البريطاني، ومنير بشاي عن اقباط كاليفورنيا، وصموئيل فهد عن الاتحاد القبطي الاسترالي، وعادل جورجي عن الاتحاد القبطي الفرنسي. ولفتت المصادر الى أن مصر "اعتادت مواجهة حملات تحت مزاعم مختلفة كلما أفرزت التفاعلات في المنطقة مواقف وطنية مصرية تتعارض مع رغبات وأهداف اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة". واستغربت "قبول البعض أن يكون أداة في أيدي الآخرين ممن يهدفون الى النيل من استقرار البلاد". ولاحظت أن الإعلان المذكور جاء بعد أيام قليلة من التصريح الذي أدلى به البابا شنوده الثالث عقب افتتاحه إحدى الكنائس في النمسا، وأكد فيه أن الأقباط المصريين يمارسون شعائرهم في حرية تامة، نافياً تعرضهم لأي نوع من الاضطهاد. واشادت المصادر المصرية الذي أدلى به الرئيس الاميركي بيل كلينتون قبل أيام وأبدى فيه معارضته لمشروع قانون الاضطهاد الديني الذي اقرته لجنة الشؤون الدولية في الكونغرس الشهر الماضي. ولفتت الى أن إعلان "واشنطن بوست" خلا من أي إشارة الى التقرير الذي اصدره وفد مجلس كنائس نيويورك الذي زار مصر أخيراً، وتضمن نفياً قاطعاً لمزاعم عن تعرض الأقباط للاضطهاد، واشادت بالجهود التي تبذلها الحكومة في مجال مكافحة الإرهاب واعتقال مرتكبي عمليات وقعت في بعض مدن الصعيد ضد المواطنين الأقباط. واعتبرت المصادر أن ما جاء في تقرير وفد كنائس نيويورك "اصاب من يقفون خلف الحملة الخارجية بالصدمة". ويذكر أن عدداًَ من رموز الأقباط المصريين من السياسيين والمثقفين ونواب البرلمان ردوا على إعلان سابق نشر في الپ"واشنطن بوست"، واتهموا بعض أقباط المهجر ممن يشاركون في الحملة بأنهم "خونة". وكان حزب العمل المعارض نظم الشهر الماضي مؤتمراً جماهيرياً حضره رموز من الأقباط من قيادات سياسية مختلفة وزع خلاله بيان بعنوان "بيان الى الأمة"، أكد معارضة الأقباط المصريين لأي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية المصرية تحت زعم حماية الأقباط، وحمل بشدة على طرح المشكلات الداخلية في الخارج، وشدد على أن أي مشكلة داخلية يجب أن تناقش وتحل داخل الاطار المصري.