يُجرب الصوماليون حظهم اليوم مع كينيا بعدما جربوا المصريين والاثيوبيين واليمنيين والايطاليين اذ وصل الى نيروبي أمس زعماء الحرب الصوماليين الثلاثة الكبار، علي مهدي محمد وحسين محمد فارح عيديد وعثمان حسن علي الملقب بپ"عاتو". وينتقلون اليوم الى ناكورو 160 كلم شمال نيروبي للقاء الرئيس الكيني دانيال آراب موي. وذلك في محاولة جديدة للاقتراب من السلام في بلدهم. سألت أحد الصحافيين الصوماليين في الفندق الفخم الذي يقيم فيه الزعماء الثلاثة، وحيث كان من المقرر ان يعقدوا مؤتمراً صحافياً أمس، ماذا يتوقع عيديد وعلي مهدي وعاتو من لقاء موي ولماذا هم وصلوا فجأة الى نيروبي، فأجاب: "اعتقد انهم شعروا بالملل وانهم أمضوا فترة طويلة في مقديشو، فهم لم يعتادوا ذلك". وتابع الصحافي نفسه: "ربما كان سعي الزعماء الصوماليين طلباً للوساطة من دول معينة هو أفضل وسيلة للسياحة المجانية". وقال مراقب آخر عن سبب استقبال موي الزعماء الصوماليين رغم وجود وساطة مصرية جارية وجهود أثيوبية لم تتوقف: "ان الرئيس الكيني يرأس حالياً السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد المكلفة التوسط في مبادرات عدة في شأن السودان والصومال، لكن معظم التحركات في شأن المبادرات كانت تحصل خارج كينيا وأحياناً كثيرة خارج الدول الأعضاء في ايغاد، مثل اليمن ومصر وايطاليا وحتى ليبيا". وزاد المراقب نفسه: "ربما أراد موي، بالاجتماع مع الزعماء الثلاثة، اعادة تلميع صورته كزعيم صانع للسلام والهروب من بعض المشاكل الاقتصادية التي يعانيها بلده". وأياً يكن الأمر، فإن علي مهدي وصحبه سيجتمعون اليوم مع الرئيس موي. وكان مكتب "الحياة" في نيروبي تلقى أمس دعوة لحضور مؤتمر صحافي يعقده الزعماء الثلاثة في أحد فنادق نيروبي. توجهت الى الفندق في الوقت المقرر، وانتظرت مع نحو 65 صحافياً يعملون لوكالات أنباء وصحف وتلفزيونات واذاعات أجنبية ومحلية، ومعهم طواقم المصورين. بعد نحو ساعة من الانتظار لم يظهر أي من "الفرسان الثلاثة" ما حدا بالصحافيين الى الاستفسار والمطالبة بتوضيح. وجاء التوضيح بعد نصف ساعة اخرى، من شخص قريب من الزعماء اتصل من غرفته وقال: "علي مهدي نائم ولن يستيقظ قبل نحو ساعتين". وعندئذ حملنا أوراقنا وغادرنا قاعة الفندق. والمتابع للشأن الصومالي ولأزمة الصوماليين وبلدهم، لا يفاجئ بأسلوب الزعماء الصوماليين في التعامل مع مشكلة هذا البلد، بل يعرف ان هذا الأسلوب نفسه هو أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار الأزمة.