الانطباع الأول الذي تكرسه لوحات صفوان داحول أنها هاربة من زمن الايقونات، فتظهر وفق تشكيل مليء بحركة الجسد وانطباعات غامضة تجاه الحياة الجديدة. ومع ان شكلها العام وموضوعاتها بعيدة عن تكوين الأيقونة، فإن الفنان استخدام بعض العناصر التي تربطها مباشرة بتشكيلات هذا الفن القديم. فهناك اللون الذهبي المعتق الذي تستند اليه الموضوعات الرئيسية للرسوم. كما استخدم وجهاً بلحية خفيفة يحمل براءة وصدقاً وانكساراً ليعيد للذاكرة موضوع الأيقونة الاساسي. وأخيراً هناك حركة الاجساد وتشابكها وفق حالة طقسية واضحة المعالم. لكن هذه العناصر لا تجتمع في لوحة واحدة بل هي مشتتة في مجموعة مواضيع تعبر عن نوع من الوحدة النفسية، أو تنطق احياناً بمشاعر خاصة لذاتية الانسان عبّر عنها الفنان بألوان خافتة في خلفية اللوحة. إذا حاولنا النظر الى موضوعات صفوان داحول كما بدت في معرضه الأخير الذي اقيم في غاليري أتاسي دمشق سنجد انه مغرم بالتعبير عن الحركة حتى عندما تنطق اللوحة بسكونية اللحظة المجسدة. ويستعمل تقنيات متفاوتة للتعبير تبدأ من تكوين الجسد ونادراً ما نجده منتصباً بل ينطوي على نفسه ضمن شكل منكسر في الغالب. ويترك في كل لوحاته للكفين والأصابع حرية الانتشار والتشكل وفق حركة غريبة، فالكف تمتاز بأصابع طويلة لا تنضم أبداً بل تتباعد وتكبر لتبرز واضحة أمام تفاصيل الجسد. وأخيراً هناك صدى الاجساد، اذ يتكرر الخيال الخاص بها في عملية تشبه الصدى، وتخفت تدريجاً ثم تتلاشى في اعماق اللوحة فنشعر بأننا أمام ارتجاج نفسي عميق للجسد المرسوم. ووفق التقنيات السابقة نستطيع استيعاب رؤية الفنان الذي قدم لوناً قاتماً لكنه مليء بعمق نفسي. وحتى في تجسيده للحركة فقد أرادها داخلية لمشاعر لها علاقة بالوحدة أو الملل أو الحب الصامت. وهو قدم لحظة مستمرة في شكلها ومضمونها نراها في لوحات يتكرر فيها الكرسي والطاولة. ويتشكل الجسد فيها ضمن وضعيات مختلفة وفي فراغ عام. فلا شيء سوى هذا الجسد المرمي والكراسي التي تنتظر أحداً ليجلس عليها، ثم تختفي احياناً التفاصيل لتظهر اللوحات بكرسي واحد يضم الجسد المتكور على نفسه. ومما لا شك فيه ان هذه التعابير ضيقت الخيار اللوني للفنان، لكنه استخدم اللون القائم بحرفية عالية. فعندما تظهر الاجساد ضمن لون واحد فإنها تستلقي على خلفية مذهبة توضح تفاصيلها وتترك للظل دوراً في إبراز جمالها. وقد صاغ الفنان تعبيراً لونياً خاصاً مستخدماً المزج اللوني ما بين القدرة الضوئية التي يملكها اللون الذهبي. والطاقة الداخلية للون الغامق الذي ينقل بشكل أدق حركة الجسد وارتباطه بباقي تكوينات اللوحة. ولا نجد تركيزاً على شيء محدد لأن المساحة اللونية متشابكة وتقدم تكويناً أحادياً مهما اختلفت الحالة اللونية فيها. الفنان في سطور : - مواليد حماه العام 1961. - خريج كلية الفنون الجميلة قسم التصوير 1983. - دبلوم دراسات عليا - دمشق 1986. - المدرس العليا للفنون الجميلة Belgium/ Mons 1997. المعارض الفردية: - صالة السيد 1990. - صالة السيد 1992. - صالة عشتار 1993. - صالة Bruxelles/ L'oeil 1994. - صالة Bruxelles/ L'oeil 1995. - المركز الثقافي الاسباني Bruxelles 1995. - مبنى البرلمان الأوروبي Bruxelles 1996. - المركز الثقافي العربي صالة تموز Bruxelles 1997.