صدرت للكاتب الفلسطيني عزت الغزاوي رواية جديدة عنوانها "عبدالله التلالي". نشرت الرواية بالتعاون بين داري النشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت ودار الفاروق للثقافة والنشر في نابلس. في المفتتح يرد هذا الاستدراك: "ما التلالي إلاّ شبح يعيد زيارة قديمة لشرق المتوسط ولم تختلف عليه الحالات". ومن الرواية هذا السياق: "لم تخل نبرته من الأسى، لكنه بعدها صمت وركّز نظراته على الشارع الذي أخذ يضيق ويصعد بحدة لم تكسرها سوى التعرجات. لم أسأل السائق عن المسافة المتبقية لأنني تابعت عدّاد المسافة: كانت مئتين وسبعين كيلومتراً قطعناها منذ خرجنا من العاصمة مع السادسة صباحاً والشوارع شبه خالية. لا بد اننا كنا نقترب من "ثملة" مسقط رأس عبدالله التلالي الذي اختفى تماماً منذ خمس سنوات بعد ان قضى ما يزيد قليلاً عن سنة في سجن جاويد، واختفت أخباره تماماً. ثمة بيوت قديمة متناثرة في أعالي الجبال تحتار كيف يصلها البشر! في المنحدرات تنتشر خضرة مميزة، وترتفع أشجار الرمان والتين وبيوتات الكرمة. تموز 1988. قال السائق: اظن ان السيارة لن تستطيع الصعود عبر هذا الطريق الترابية. إنك الآن في ثملة. صعدت الطريق ماشياً، ولا شيء يكسر رتابة خطاي، بيدي حقيبة صغيرة فيها بعض الملابس ودفتر ملاحظات. كيف سأبدأ مشواري هنا، وعمّن أسأل وماذا سيقولون لي عن عبدالله التلالي الذي ولد هنا وبقي بشكل دائم حتى السادسة عشرة من عُمره قبل أن ينتقل إلى ثانوية قرية الثاوي؟ على جانب الطريق أشاحت امرأة بوجهها حين رأتني، لكنها ما لبثت أن أخذت تدقق النظر. امرأة عجوز مكشوفة الوجه تحمل بيدها عصا وتقف على مقربة من شاة ميتة. كان واضحاً ان الشاة نفقت منذ مدة. يظهر ذلك من انتفاخ بطنها الذي أوشك على الانفجار".