أكد وزير المياه الأردني الدكتور منذر حدادين انه توصل الى "مشروع اتفاق" مع وزير البنى التحتية الاسرائيلي ارييل شارون لاقامة "جدار تحويلي" على نهر اليرموك. وكشف الوزير الأردني لپ"الحياة" انه التقى شارون في 18 شباط فبراير و8 و10 آذار مارس وتباحث معه في "امكان زيادة تسهيلات التخزين في بحيرة طبريا لمصلحة الأردن وتحسين كفاءة تحويل مياه نهر اليرموك الى قناة الملك عبدالله في الغور الأردني عن طريق جدار تحويلي على النهر". واعتبر حدادين ان ما نشرته صحيفة "هآرتس" أمس الأحد عن موافقة اسرائيلية على مشروع الاتفاق "فأل حسن"، مشيراً الى انه اجرى اتصالات مع الطرف الاسرائيلي "فهم" منها "انهم موافقون". وقال ان ما تم حتى الآن "موافقة مبدئية بفعل الاصرار الأردني" وانه ينتظر وصول "الموافقة الرسمية من الحكومة الاسرائيلية". وكانت الصحيفة الاسرائيلية وصفت ما توصل اليه الطرفان بأنه "اتفاق سري" على تقاسم المياه، لكن المصادر الأردنية نفت وجود مثل هذا الاتفاق. وقال ان "الجدار التحويلي لا يتعدى على أى حقوق مائية لسورية، بل على العكس هذا الجدار جزء من سد الوحدة ويفتح الطريق لبناء السد"، مشيراً الى ان وفداً سورياً زار الأردن في تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي وطلب "البدء بانشاء سد الوحدة" وأعرب عن استعداد سوري لبنائه "بنصف التكلفة". وأكد الوفد "انهم موافقون على أي شيء يفيد الأردن". وأضاف: "هناك دفع سوري للتعجيل بانشاء سد الوحدة ولا يتم ذلك الا بإنشاء الجدار التحويلي على نهر اليرموك"، مشيراً الى ان الأردن يبحث عن تمويل لبناء سد الوحدة. وكانت صحيفة "هآرتس" قالت أمس ان مشروع الاتفاق سيثير "احتجاج السوريين الذين يريدون الوصول الى مياه طبريا والفلسطينيين الذين يمكن ان يشتكوا من ضآلة منسوب مياه نهر الأردن في قسمه الجنوبي، وقد يحتج أيضاً دعاة البيئة". واعتبر حدادين ان الحديث عن احتجاج السوريين والفلسطينيين يستهدف "التخريب على الأردن بناء على خلافات اسرائيلية داخلية"، موضحاً ان "لا مياه للفلسطينيين في اليرموك" وهناك "اتفاق مع الشقيقة سورية على مشروع سد الوحدة". اما دعاة البيئة "فالمعاهدة تحكم جميع الاسرائيليين" على حد قوله. وأكد الوزير ان "ترتيبات التخزين في بحيرة طبريا موقتة بانتظار التوصل الى السلام العادل والشامل" موضحاً ان "سد المخيبة" لن يتم انشاؤه مع السوريين الا "بعد انسحاب اسرائيل من الجولان". ونقلت صحيفة "هآرتس" عن عسكريين اسرائيليين ان "الجدار التحويلي" يشكل "مجازفة استراتيجية بمنح الأردن نوعاً من السلطة على بحيرة طبريا". ونفى حدادين ان يكون الأمير الحسن ولي عهد الأردن "وضع اللمسات الأخيرة" على مشروع الاتفاق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، مؤكداً ان المحادثات كانت بينه وبين ارييل شارون وزير البنى التحتية وفي احدى الزيارات كان "بمعية" الأمير الحسن. وكان الأردن توصل في معاهدة السلام مع اسرائيل التي وقعها عام 1994 الى تسهيلات لتخزين 20 مليون متر مكعب من مياهه في بحيرة طبريا. ويوفر مشروع الاتفاق الجديد المياه الأردنية التي تهدر في البحر الميت لتخزن في البحيرة ليعاود الأردن استعمالها في مواسم الجفاف.