أكدت مصادر أردنية مطلعة أن السلطات السورية أطلقت أمس المهندس موسى هنطش، رئيس لجنة مقاومة التطبيع مع إسرائيل في نقابة المهندسين الأردنيين، وزميله المهندس رياض أبو هزيم بعد اعتقالهما لدى دخولهما الأراضي السورية ضمن وفد يضم 80 مهندساً لحضور اجتماعات المجلس الأعلى لاتحاد المهندسين العرب الذي بدأ أعماله في بيروت أمس. كما كشفت مصادر أردنية رسمية أنه تم الاسبوع الماضي إلغاء اجتماع أردني - سوري كان مقرراً لبحث مشروع إقامة "سد الوحدة" في المنطقة الحدودية بين البلدين. وتزامن إلغاء الاجتماع السوري - الأردني مع قيام وزير المياه والري والطاقة الأردني هاني الملقي أمس بافتتاح مشروع سد تحويلي على نهر اليرموك بمشاركة وزير الخارجية ووزير البنى التحتية الإسرائيلي ارييل شارون في منطقة العدسية. وقالت المصادر المطلعة ل "الحياة" إن قوات الأمن السورية اعتقلت هنطش، وهو عضو في مجلس شورى جبهة العمل الإسلامي، والمهندس أبو هزيم، أول من أمس، فيما منعت المهندس محمد الجنيدي من دخول الأراضي السورية. وجاءت زيارة الوفد الأردني بقرار من نقابة المهندسين للمشاركة في اجتماعات المجلس الأعلى لاتحاد المهندسين العرب الحادي والعشرين في العاصمة اللبنانية، الذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري. ولم تحل وساطة نقيب المهندسين السوريين الدكتور غسان طيارة، أول من أمس، دون احتجاز المهندسين الأردنيين بحجة التحقيق معهما في قضايا لا تزال مجهولة حتى الساعة. وأبدت أوساط نقابية أردنية استياءها الشديد لاحتجاز المهندسين، وقال ناطق باسم النقابة في تصريح لصحيفة "الرأي" الأردنية إن السلطات السورية "تتبع تعليمات صارمة حيال الاخوان المسلمين بمن فيهم الأردنيين". وحذر من أنه إذا لم تنفرج الأزمة سريعاً، "فإننا سنتحرك على نطاق شامل". ويأتي القرار السوري بإلغاء الاجتماع المقرر للبحث في مشروع سد الوحدة، كذلك اعتقال المهندسين الأردنيين وسط توتر في العلاقات الثنائية اثر تصريحات لوزير الدفاع السوري العماد مصطفى طلاس هاجم فيها دور الأردن خلال حرب تشرين الأول اكتوبر 1973. كما صعّد الأردن من جانبه حملة ضد سورية بسبب اعتقالها نحو 500 أردني من دون محاكمة خلال السنوات الأخيرة، مطالباً بالافراج عنهم.