الأفلام والمسرحيات عن هوليوود قد تتعرّض الى سيرة عاصمة السينما. وإذ يقترب الخيال من الواقع تصبح الفوارق بينهما قصيرة وغائمة وتزداد الاتهامات بتسليط العنف على خيال الجمهور، خصوصاً الصغار. مسرحية "بوب كورن" حبوب الذرة او الكستناء تشوى حتى تتفتق، التي فازت أخيراً بجائزة لورنس أوليفييه البريطانية لافضل كوميديا، ترفع صوتاً شديد السخرية ضد ثقافة العنف في أميركا وصداها في الأفلام. والاقبال المحدود الذي تلقاه في شارع المسرح يرجع الى صيغة الكليشيهات المتداولة ضد هوليوود. والسخرية في المسرحية تطول المخرجين والممثلين والجمهور الأميركي "بوعيه المحدود". بل انها تنتهي بمشهد كبير من اللوم. الجميع يلوم الجميع: من الخاص الى العام، ومن التلفزيون الى الحكومة، ومن السينما الى المجتمع… في المشهد الأول يدوي الرصاص كأنه موسيقى الافتتاح عندما يداهم القاتلان "واين" وصديقته "سكوت" منزل المخرج ديلمتري فيحتجزانه مع العائلة والأصدقاء ليلة حصوله على جائزة أوسكار. لقد ارتكبا جرائم قتل عدة في مدن أميركية قبل ان يصلا الى بيت المخرج لأنهما من عشاق أفلامه. ثم يتضح ان المسلحين متأثران بالفيلم الذي استحق الأوسكار ويتذكران مشاهد العنف كثيراً. وكأن الواقع اختلط بالخيال فإذا بمشاهد الفيلم تتحول بواسطتهما الى حقيقة. وفي النهاية تحضر كاميرات التلفزيون ليتحدث "واين" الى الجمهور. ثم يتحدّى المجرم المشاهدين ان يغلقوا تلفزيوناتهم في، مقابل اطلاق سراح الرهائن، إلا ان تقرير الانتاج يشير الى ارتفاع نسبة المشاهدين.