لم يكد فصل الربيع يبدأ، ويستعد الناس لفصل الصيف المقبل، حتى انتهت العروض الباريسية الخاصة بموسم خريف وشتاء 1998/1999. وكنا تابعنا تلك التظاهرة الخاصة بالكلمة والصورة عندما قدّم كبار المصممين والمصممات تصوراتهم لأزياء المرأة الأنيقة خلال الأشهر المقبلة. وتحتل العروض الباريسية الصدارة على مستوى العالم. وعلى رغم الاهتمام الاعلامي الكبير بالعروض الموسمية الأخرى في ميلانو وروما ولندن وجينف ونيويورك وطوكيو، فإن المناسبة الفرنسية تظل الأكثر جاذبية والأبعد تأثيراً في توجهات الموضة الراقية على مستوى العالم. ان الخطوط والتصاميم التي تشهدها صالات العرض الباريسة هي التي ستحدد الصيغ التي ستكون عليها الموضة العالمية. وغالباً مايقدم المصممون والمصممات في باريس ما يعبّر بالفعل عن رؤيتهم الى طبيعة شخصية المرأة في ميادين حياتها المختلفة: البيت والعمل والمكتب والأسواق… والسهرات طبعاً. وإذا عدنا الى التصاميم التي شاهدناها في العروض الباريسة لموسم خريف وشتاء 1998/ 1999، فإن أول ما يلفت النظر هو التركيز على المعاطف الطويلة المصنوعة من الجلد اللمّاع بألوانه المختلفة معظمها داكن او من الأقمشة الخفيفة المنسدلة على مقاس الجسم، وهنا ايضاً كان اللون الداكن هو السائد. ولكن الأمر يختلف عندما نصل الى الفساتين او التنانير او البلوزات التي ترتديها السيدة الأنيقة تحت المعطف الخفيف اجمالاً. ففي هذه الحالة عمد المصمون والمصممات امثال جان لوي شيرير وليونارد وبيير كاردان الى استخدام الموتيفات الوردية ذات الألوان المشرقة لزخرفة الأقمشة القطنية والحريرية… والى حد ما الصوفية من نوع الكشمير. ولوحظ ايضاً وجود التطاريز المتنوعة التي استخدمت فيها الخيوط الذهبية والفضية الى جانب الخرز وحبات اللؤلؤ الصناعي والأصداف الملونة. وأعطت هذه التشكيلة الفنية رونقاً جذاباً خصوصاً في أزياء السهرات التي كانت طويلة وفضفاضة ومتناغمة مع القامة الممشوقة. والصور التي ننشرها مع هذا الكلام هي بعض من اتجاهات موضة الموسم الخريفي المقبل… لكن ليس فيها من الخريف او الشتاء سوى الاسم فقط، والباقي يحمل نضارة الاطلالة الحلوة