في تحول مفاجئ تراجع الرئيس الروسي بوريس يلتسن أمس الخميس عن تهديده بحل البرلمان ووافق على عقد "طاولة مستديرة" لمناقشة سياسة الحكومة الجديدة، وأسماء المرشحين الى عضويتها وتمنى للمرشح الى رئاستها سيرغي كيريينكو "النجاح في امتحان عسير" سيخوضه في البرلمان للمصادقة على تعيينه. واجتمع يلتسن في مقره الريفي الى رئيس مجلس الدوما غينادي سيليزنيوف ورئيس مجلس الفيديرالية يغور سترويف ثم انضم اليهم كيريينكو. وأكد المكتب الصحافي للكرملين ان الرئيس طلب من الكتل البرلمانية ترشيح أسماء لتسلم حقائب وزارية وذكر انه يتولى "اتخاذ قرارات غير تقليدية" في هذا الشأن ما يمكن ان يعني احتمال تطعيم الوزارة بعناصر من المعارضة. وفي تنازل آخر وافق يلتسن على عقد "طاولة مستديرة" تضم ممثلي الرئاسة والبرلمان والقوى السياسية الكبرى والنقابات لمناقشة النهج الذي ينبغي ان تتبعه الحكومة القادمة. وأكد المشاركون في الاجتماع الرباعي وجود "تطابق واسع غير مسبوق" في شأن سياسة الوزارة وأشار يلتسن الى ان "احياء الصناعة الوطنية" ينبغي ان يكون في مقدم الأولويات. كما اتفق المسؤولون الأربعة على "تفاعل من دون مجابهة وتحقيق الشراكة بين فروع السلطة". وأشار يلتسن الى ان البرلمان بمجلسيه، النواب والشيوخ، "يفكر في روسيا ومصيرها". ويرى ان التصريح يعني تراجع الرئيس عن تهديداته بحل البرلمان وتخليه عن اللهجة المتشددة التي كان استخدمها سابقاً عندما قال "ليجربوا النواب الا يوافقوا" على ترشيح كيريينكو.