سعفة الهلاك تعال يا قمري امسِ كان اسمُ اليوم غداً امسِ كان قنديلُكَ بدرَ الغابة هلالكَ ثلجَ الخريف تعال يا قمري يا سُعفة الهلاك العسليّ شيوخ القبيلة ِِمن كل شيء لديهم اكثر بل لديهم من كل الاشياء ما لن يدركوه ابداً يحدقون هكذا في الاشياء كأنها سحالى على ابوابهم وسوف يحدقون طويلاً بعيون ميتة ولو تغيّرت اسماء الاشياء وهم يحدقون لغة لغتي القديمة تُنشد نفسها عن نفسها تنتضي سيف الورق ونجمة الملح وتناوش النووي بالقصيد لغتي القديمة قطاراتٌ عبرت في الليل وما رآها أحد حصانها صفيح وخشب بلا حافر ولا حافزٍ يتيه بأطفالها في زوبعة الرمل جدتي مريم بعد خمسين عاماًً ها أنا أتّصل بكِ من هنا لأخبركِ كم كانت رائحتك أفيوناً طوال طفولتي أعرفك تماماً تنتظرين بلا مللٍ على المصطبة حتى يصلك وقع خطواتي فتضربين وجه الليل بعصاكِ وتنهضين إليّ هامسة أكلت؟ ما جعتُ يا مريم ولا عطشتُ يوماً ولا خفتت خطواتي نحو المصطبة حيث أنتِ وفي حضنك عشائي الأثير زيليبا لويكا حناني علّبته وأرسلته لأطفالٍ زنوجٍ تبنيتهم بالمراسلة، في تانزانيا تدعى ابنتي زيليبا لويكا تراسلني بالسواحيلي فأفهم انها سعيدة وكم أنا إنسان! عزيزتي زيليبا أنا خائف عليكِ تنقلين الماء الى أسرتكِ في ذلك القيظ ضعي شيئاً على رأسكِ ولكِ مني قبعة في العيد الكبير نحلة التيه حياة تكامل ضياعها عاماً بعد عام كأنه نما في كنفِ قفيرٍ نحلةُ التيه ملكته الوحيدة ألعاب الذاكرة واستيقظتُ ذات صباحٍ ناسياً اسمي وكلَّ الأسماء وجهي في المرآة قال لي، عفواً ما اسمك يا رجل؟ وجاء أطفالي فعرفتهم وما عرفتُ اسماءهم قالوا، أبي! قلت، ما اسمي أنا؟ قالوا، أبونا! قلت، ولكن اسمي ما هو؟ قالوا، أنت البابا ونحن ابناؤك وتلوا اسماءهم بمرحٍ فرحين بضياع ذاكرتي القطرة الأخيرة سال دمي وحلاً وحمماً وانفقأت في فمي إجاصة الرحيل مددتُ يدي ولويتُ عنق الطريقِ نحو النخيلْ وأدليت بدلوي موقناً سأرتوي ولو في البئر ماء قليل