في الخبر الذي نشرته "الحياة" في 29/3/98 عن تأسيس جمعية للتضامن مع الشعب العراقي في تل ابيب، جاء ان أحد اعضاء الجمعية صرح بأن هدفها "تعزيز العلاقات مع العراقيين في الشتات كي يكون لنا تأثير أكبر في الوضع السياسي في العراق"، كما ان الجمعية تطمح الى "المساعدة في تنظيم المعارضة". كلام من هذا القبيل لم يتفوه به، ولا يمكن ان يتفوه به، أي عضو من أعضاء الجمعية، فليس من شأننا تنظيم المعارضة للنظام السائد في العراق، اذ أننا لسنا طرفاً في هذه المجابهة، رغم تعاطفنا الحار مع الشعب العراقي في هذه الفترة العصيبة من حياته. أهداف "لجنة التضامن مع الشعب العراقي" التي بادر بتأسيسها لفيف من الاساتذة والأدباء من أصل عراقي، ترمي فعلاً لتعزيز العلاقة مع المغتربين العراقيين ليس لغاية تنظيم وهمي لمعارضة صدام حسين، وانما لغاية تنوير الرأي العام في اسرائيل حول النتائج الوخيمة للحصار الذي فرض على العراق، كما ان من أهدافها جمع الشهادات والوثائق من اليهود العراقيين سواء في اسرائيل أو خارجها، للشروع بتحقيق أبحاث موضوعية حول التجربة الحياتية المشتركة التي جمعت اليهود وغير اليهود في العراق حتى الهجرة الجماعية في مطلع الخمسينات. فثمة خطأ شائع في الأوساط السياسية بأن اليهود كانوا دائماً عرضة للاضطهاد من جانب الشعب العراقي، الأمر الذي يناقض الواقع، اذ ان اليهود عاشوا في انسجام حضاري مع باقي أفراد الشعب وكثير منهم شغلوا مناصب رفيعة في المؤسسات الحكومية، كما كان لهم دور معروف في الحياة الاقتصادية والثقافية. فما عدا الاعتداءات الدامية المعروفة بالفرهود سنة 1941، التي كان ضحيتها اليهود في بغداد وأماكن اخرى بعد انقلاب رشيد عالي الكيلاني الموالي للنازية، لم يتعرض اليهود للاضطهاد المنظم حتى الحرب في فلسطين في 1948 وعملية التهجير المتفق عليها مع المسؤولين في اسرائيل. مؤسسو "لجنة التضامن" على ثقة بأن توثيق الصلة مع المغتربين العراقيين ورجال المعارضة الديموقراطية قمين بخلق جو من الحوار المثمر بين الطرفين، كما أنهم يأملون باستضافة افراد من المعارضة لفسح المجال لإسماع كلمة الشعب العراقي للرأي العام في اسرائيل. أعضاء المنظمة على اختلاف انتمائهم العقائدي حريصون على المحافظة على استقلالها التام وعدم موالاتها لأي حزب من أحزاب المعارضة أو الائتلاف الحكومي. وقد تم الاتفاق المبدئي على رفض عضوية أية شخصية سياسية سواء من اليسار أو اليمين.