أكدت ايران وسورية امس رفضهما أي انسحاب "مشروط" من الأراضي التي تحتلها اسرائيل في لبنان، وشككتا في النيات الاسرائيلية واعتبرتا ان اعلان حكومة بنيامين نتانياهو استعدادها لتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 425 مع توفير ضمانات امنية لاسرائيل "مناورة للهروب من الطريق المسدود" الذي يعترض الاستراتيجية "التوسعية والعدوانية" لبنيامين نتانياهو. وأكد نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام لدى وصوله الى طهران امس ان بلاده "ترفض مشروع الكيان الصهيوني القاضي بالانسحاب من جنوبلبنان لأنه يتعارض مع قرار مجلس الأمن الرقم 425". وأضاف خدام الذي بدأ زيارة رسمية لايران برفقة وزير الخارجية السيد فاروق الشرع في اطار الاجتماعات الدورية نصف السنوية للجنة العليا المشتركة بين البلدين ان "اسرائيل، باقتراحها هذا المشروع تريد ان تهرب من الطريق المسدود الذي وصلت اليه بسبب سياساتها التوسعية والعدوانية في الداخل والخارج". وبدا ان المحور الأساسي للمحادثات السورية - الايرانية في طهران والتي يترأسها عن الجانب الايراني النائب الأول لرئيس الجمهورية حسن حبيبي، هو التطورات المتعلقة بالملف اللبناني لا سيما بعدما نُسب الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان انه سيشكل لجنة تبحث في كيفية تطبيق القرار 425 آخذة في الاعتبار وجهات نظر لبنان وسورية واسرائيل. ولذلك شدد خدام على ان دمشق "لن تقبل سوى بتطبيق كامل وغير مشروط" للقرار الدولي، وتابع "اذا كانت اسرائيل تريد تطبيق القرار، ما عليها سوى ان تسحب قواتها من جنوبلبنان، وإذا تم ذلك، فسيكون الامر نصراً للمقاومة والشعب في لبنان ولسورية وبقية الدول، لكن من يصدق ان نتانياهو يعطي هذا النصر للمقاومة اللبنانية؟". وأشار الى ان المشروع الاسرائيلي يتضمن ثلاثة شروط "كلها مرفوضة وتتعارض مع القرار 425 نفسه، وهي وضع ترتيبات امنية تحفظ امن اسرائيل، وان يحصل عملاء انطوان لحد على ضمانات امنية لسلامتهم ويكونوا جزءاً من هذه الترتيبات الامنية ويستوعبهم الجيش اللبناني، وأن يجري لبنان مفاوضات مع اسرائيل. وعن المحادثات المرتقبة في لندن بين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ووزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت قريباً، استبعد خدام ان تحقق "اي نتيجة، وهي محادثات فاسدة لأنها تقوم على اساس فاسد وهو اتفاق اوسلو الذي يهدف الى القضاء على الحقوق الفلسطينية، وهذه المحادثات لن تكون سوى في مصلحة المعتدين". وأيّد حسن حبيبي ما أعلنه خدام من مواقف، وأكد ان بلاده "لا تقبل الشروط اللامعقولة" التي قدمتها اسرائيل في اطار مشروع الانسحاب من لبنان. وأشار الى ما يشكله "الكيان الصهيوني من خطر واقعي واستراتيجي ودائم على استقرار المنطقة ومصالح كل دولها". وانتقد التعاون التركي - الاسرائيلي وأوضح ان هذه المسألة ستكون جزءاً من محادثات خدام والشرع في طهران، علماً بأن الرئيس خاتمي سيستقبلهما اليوم. وتلي زيارة الوفد السوري الى العاصمة الايرانية والتي تنتهي اليوم، زيارة مفاجئة قام بها الرئيس حسني مبارك الى اللاذقية أول من أمس، وأجرى خلالها محادثات مع الرئيس حافظ الأسد. وقالت مصادر سورية لپ"الحياة" ان ملف التقارب بين ايران ومصر سيكون جزءاً من المحادثات في طهران، وامتنعت عن تحديد ما اذا كان للوفد السوري مقترحات عملية محددة في هذا الاتجاه او ما اذا كان الجانب المصري طلب تدخلاً سورياً لتحسين العلاقات مع ايران، لكنها شددت على ان "القيادة السورية مهتمة بتطوير العلاقات العربية - الايرانية وتحسينها، وترى ان تطبيعاً كاملاً للعلاقات بين القاهرةوطهران لن يكون في مصلحة البلدين فحسب، بل ستكون له آثار ايجابية على كل المنطقة ايضاً خصوصاً في هذه الظروف الاقليمية والدولية". كذلك قال مصدر رسمي ايراني معني بملف العلاقات الايرانية - العربية لپ"الحياة" ان حكومته "جادة في رغبتها في تحسين العلاقة مع مصر كدولة عربية وإسلامية كبرى، ونحن اعلنا عن هذا الاستعداد، وأكد ذلك الرئيس خاتمي لوزير الخارجية السيد عمرو موسى على هامش مؤتمر القمة الاسلامية الأخير في طهران. لكننا نصرّ في الوقت نفسه على ضرورة ان تتوافر ارادة سياسية جادة وجدية من الطرفين لحصول تقدم جوهري ونوعي، وفي كل الاحوال، ان حكومة الرئيس خاتمي مستعدة لسماع اي مقترحات تساهم في تحقيق هذا الهدف". وقالت مصادر ديبلوماسية عربية لپ"الحياة" ان وزير الخارجية الايراني الدكتور كمال خرازي سيزور القاهرة "قريباً"، لكن المصدر الرسمي الايراني امتنع عن تأكيد أو نفي هذا الامر. واكتفى بالقول: "لم يتخذ قرار نهائي في هذا الشأن وكل شيء في اوانه".