اعلن مسؤول رفيع المستوى في ادارة الرئيس بيل كلينتون ان الوقت قد بدأ ينفد بالنسبة الى عملية السلام في الشرق الأوسط وان من الواضح ان المطلوب "ايجاد وسيلة لتحقيق انجاز على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي لأن الجمود في العملية قد يؤدي الى فراغ سيملأه المتطرفون". وكان المسؤول الاميركي يتحدث قبل توجه السفير دنيس روس منسق الجهود الاميركية لعملية السلام مساء أول من أمس الجمعة الى لمنطقة لبدء محادثات حاسمة مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بشأن الافكار الاميركية المطروحة تحضيراً للاجتماعين اللذين ستعقدهما وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت في لندن في الرابع من أيار مايو المقبل. والتقى روس الجمعة في نيويورك الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان وأطلعه، بناء على طلب الاخير، على نتائج مهمته الاخيرة في المنطقة. وأوضح ديبلوماسي اميركي ان اللقاء مطابق لقرار الولاياتالمتحدة الاخير باطلاع الأممالمتحدة على تطورات الوضع في الشرق الأوسط. ووصل روس ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط مارتن انديك امس الى اسرائيل. وحاول الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن ان يخفف من المبالغة في توقع تحقيق انجازات كبيرة من اجتماعات لندن المقبلة، لكنه قال في الوقت نفسه ان الفشل في إحياء عملية السلام ودفعها الى امام سيؤدي الى تهديد أمن المنطقة ويمنعها من تحقيق التقدم الاقتصادي ويعيدها الى اجواء العنف. وقال روبن ان الادارة تعتزم المضي في بذل الجهود لتحقيق التقدم "لكن العقبات امام ذلك جدّية، وليس لدينا الآن اي سبب يدفعنا الى الاعتقاد بأن اجتماعي لندن سيؤديان الى اتخاذ الجانبين القرارات الصعبة المطلوبة". وقال: "من الصعب على المرء ان يكون متفائلا". لكنه أوضح انه لا يعني بذلك عدم وجود فرص لتحقيق التقدم، مضيفاً ان الوزيرة اولبرايت مستعدة لبذل كل ما في استطاعتها لدفع العملية "ولكن هناك حدوداً لما تستطيع الولاياتالمتحدة القيام به". بلير - كلينتون الى ذلك اعلن الناطق باسم البيت الأبيض مايك ماكوري ان رئيس وزراء بريطانيا توني بلير اتصل الجمعة هاتفياً بالرئيس كلينتون لاطلاعه على نتائج جولته الاخيرة في الشرق الأوسط. وأضاف الناطق ان الزعيمين بحثا خلال الاتصال الهاتفي الذي استمر 15 دقيقة في عملية السلام والأهداف المشتركة للدولتين تجاهها وان الرئيس كلينتون شرح لبلير مهمة مبعوثه روس الجديدة بينما استمع الى انطباعات بلير عن محادثاته مع الزعماء في المنطقة. وشدد المسؤول الاميركي المعني بعملية السلام على القول ان تاريخ 4 أيار مايو المقبل مهم وله رموزه، اذ انه يسجل بقاء 12 شهراً على التاريخ الأهم لانتهاء فترة السنوات الخمس للمرحلة الانتقالية في المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية. وقال ان هذا التاريخ يعني ان الساعة تدق وانه لم يعد هناك وقت كاف لحل المسائل الصعبة في العملية. وزاد المسؤول قائلاً: "من الواضح اننا لم نصل الى النقطة التي يبدي عندها الجانبان استعدادهما لاتخاذ القرارات الرامية الى تحقيق الانجاز"، خصوصاً "وان الامر لا يمكن ان يستمر الى الأبد". وقال: "اذا سألتني هل وصلتم الى هذه النقطة، اجبتك بصراحة انني لا استطيع الاجابة الآن. ان ما سيقرر الوضع هو ما سيحصل من الآن وحتى موعد الاجتماعين في 4 أيار مايو المقبل. والذي استطيع قوله هو ان لدينا بعض الوقت، ولا يمكن للأمور ان تمضي الى ما لانهاية، فالساعة تدق". ورفض المسؤول ان يعلن ان اجتماعات لندن المقبلة ستكون الحد الفاصل. وكشف المسؤول الاميركي ان نائب الرئيس آل غور الذي سيزور اسرائيل في نهاية الشهر الحالي، سيجتمع الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وسيجري معه محادثات في العمق. وان زيارته لاسرائيل ليست احتفالية وحسب الذكرى الخمسين لتأسيسها بل ستكون هناك فرصة لمحادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وقال ان جولة غور التي ستشمل ايضاً المملكة العربية السعودية ومصر ستشكل فرصة مهمة للعمل مع الزعماء، وخصوصاً مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وستصبّ في اطار التحضيرات للقاءات لندن.