تحولت مدينة "الأرض السعيدة" للألعاب الى مقصد الزوار من مختلف الاعمار كما اظهرت فترة الأعياد الماضية حيث شهدت ازدحاماً ملفتاً ساهم فيه الى حد كبير الجو الربيعي المشمس. وتدفقت طوابير الزوار الى مدينة الألعاب من ضواحي دمشق على رغم بعدها عن العاصمة السورية التي تقع على بعد 25 كيلومتراً منها على طريق مطار دمشق الدولي في بادرة تؤكد نجاح المشروع الذي يقول المسؤولون عنه انهم ينوون توسيعه ليشمل مناطق أخرى في سورية. وكان وزير السياحة السوري دنحو داوود افتتح "المدينة" مطلع الشهر الجاري بعد الحفل الذي اقامه رجل الأعمال السعودي عبدالعزيز النويصر على هامش اجتماعات اللجنة السورية - السعودية، واصفاً إياها بأنها ثمرة من ثمار هذه اللجنة. وصممت المدينة بألوانها وأنوارها الجذابة لتكون الأولى في سورية وفي منطقة الشرق الأوسط في مجال الألعاب والترفيه وتتضمن 27 لعبة مختلفة ترضي افراد العائلة بأكملها وتستحوذ على اهتمامهم جميعاً وهي من أحدث الطرازات المعروفة في العالم، اضافة الى سيرك على مساحة 102 الف متر مربع وألعاب سحرية وصالة العاب ليزر وشاليهات من فئة أربع نجوم ومستوصف وحمامات ومسابح وسوق تجارية صممت بطريقة مشابهة لسوق الحميدية الأثري في دمشق. ويعود الجزء الأمبر من استثمارات المدينة الى شركة "اخوان السعودية التجارية" التي تملك 75 في المئة من المشروع الذي ناهزت كلفته 30 مليون دولار. وقال رئيس مجلس ادارة الشركة السيد عبدالعزيز النويصر لپ"الحياة" ان "فكرة المشروع نبعت من غزارة المقومات السياحية التي تحفل بها سورية في مجالي الطبيعة والآثار والتي تشكل 28 في المئة من آثار العالم وكذلك لطبيعة أهل البلد من الكرم واللطف والاخلاق اضافة الى توسط سورية بين البلدان العربية". وأضاف ان اختيار موقع المشروع على طريق المطار كان لأسباب عدة اهمها القرب من المكان الجديد لپ"معرض دمشق الدولي" الذي يستقطب آلاف الزوار سنوياً ومحاذاته "نادي الرماية" و"قصر المؤتمرات" مما يتيح خدمة الزوار والسياح على أكمل وجه وتحويل مدينة الألعاب الى منطقة جذب سياحي رئيسية. ويمتد المجمع الترفيهي على مساحة 160 الف متر مربع وهو يؤمن 445 فرصة عمل ويشمل أحدث الألعاب التكنولوجية. وتضاف الى هذه الاقسام منطقة التوسع التي يتم انشاؤها حالياً وتضم مسابح وشاليهات للاقامة ومطاعم على الطريقة الدمشقية وقال النويصر ان الشركة تنوي اقامة مدينة مماثلة في منطقة الاصطياف "الزبداني" سيبدأ تنفيذها خلال الشهور الأربعة المقبلة كما ستنفذ الشركة عددا من المدن المماثلة في حلب في الشمال وحمص او حماة في الوسط واللاذقية على الساحل السوري. وأشار رجل الاعمال السعودي الى ان "الصناعة السياحية واعدة جداً ولها مستقبل زاهر لذلك. وهذا الامر كان دافعاً لنا للاستثمار في اكثر من مشروع". وأضاف "نتفاوض حالياً مع وزارة السياحة السورية لاقامة منتجع للسياحة البدوية الصحراوية"، معتبراً قانون الاستثمار السياحي رقم 186 من "أفضل القوانين" التي تعامل معها من حيث التسهيلات والاعفاءات. وتوقع ان يصل عدد زوار مدينة "الأرض السعيدة" الى نحو 700 الف سائح سنوياً، مشيراً الى ان الأسعار هي من أقل المعدلات في العالم نصف دولار لكل لعبة. وقال ان المدينة ستطرح للمساهمة في غضون ثلاث أو أربع سنوات. وتملك شركة "اخوان السعودية التجارية" اربع مدن ترفيهية في السعودية وواحدة في تونس دحدح وهي الآن في صدد انشاء مشاريع مماثلة في البحرين واليمن والسودان. وتضم لائحة الشركاء السوريين بعضاً من رجال الأعمال المعروفين ومنهم الدكتور غسان الشلاح وناظم يعقوبيان ورياض كحالة وخلدون الاتاسي ونزار العجمي.