أكد وزير السياحة السوري الدكتور دنحو داود ان الصناعة السياحية في سورية لم تتأثر بجمود عملية السلام في الشرق الأوسط وان عدد السياح ارتفع العام الماضي بنسبة 15 في المئة باستثناء القادمين من لبنان وايران وأوروبا الشرقية. وقال الدكتور داود في حديث الى "الحياة" انه رخص لاكثر من 37 مشروعاً سياحياً العام الماضي اضيفت الى 300 مشروع في السنوات الخمس الاخيرة، لكن اعتبر ان المشروع الاهم في نظره يعود الى رجل الاعمال السعودي الوليد بن طلال الذي زار دمشق أخيراً حيث وقع اتفاقاً لتأسيس "الشركة السورية - السعودية للاستثمار السياحي" برأس مال قدره 95 مليون دولار، علماً ان كلفة المشروع تبلغ 62 مليون دولار. وهنا نص الحديث: كيف تقوّم نتائج السياحة العام الماضي مقارنة بنتائج 1996؟ - كانت الحركة السياحية العام الماضي جيدة مزدهرة لا سيما من ناحية عدد السياح الوافدين اذ سجلت زيادة في عدد القادمين من الاقاليم والجنسيات تفوق 15 في المئة باستثناء القادمين من لبنان وايران ودول اوروبا الشرقية حيث كان هناك نقص بالمقارنة مع عام 1996. وتعود الاسباب الى الظروف الخاصة ببلادهم. في الوقت نفسه تدل ارقام القادمين من اوروبا واميركا ودول الخليج العربي على ان عددهم في ارتفاع وهذا ما يبشر بموسم سياحي واعد لعام 1998. هل تأثرت السياحة بسبب الازمة التي مرت بها عملية السلام في العام الماضي؟ - لا شك ان السلام هو خير للجميع لذلك نحن متمسكون به ولكن الارقام الموجودة تشير الى عدم تأثير الاحداث الجارية على السياحة. ومن الممكن ان تشهد هذه الارقام ارتفاعاً متواصلاً في حال اتمام عملية السلام في المنطقة. هل تعتقد ان كل الامكانات والخدمات متوافرة لاستقطاب أكبر قدر من السياح؟ - الامكانات موجودة ونحن نقوم بمزيد من الانشطة في المجال الاستثماري السياحي كاعطاء الرخص السياحية للمنشآت المتخصصة في مجال الايواء والمبيت والاطعام والترفيه وعلى سبيل المثال اعطيت العام الماضي 38 رخصة سياحية اضافة الى 300 رخصة خاصة بالمنشآت السياحية منحت في الاعوام الخمسة الاخيرة، والعمل جار لتنفيذها في المواعيد المحددة ووضعها قيد التشغيل، تأتي في مقدمها منشأة "الأرض السعيدة" على طريق مطار دمشق الدولي التي فتحت للتشغيل التجريبي بدءاً من أول ايام عيد الفطر وهي شركة سورية - سعودية تتضمن ألعاباً للاطفال ومدينة ملاهي وشاليهات للاقامة ومسابح والعاب مائية ومطاعم وخدمات سياحية متعددة. ما هي تفاصيل العقد الذي وقع مع الوليد بن طلال؟ - أسست "الشركة السورية - السعودية للاستثمارات السياحية" بالاتفاق بين الشركات السعودية التي يمثلها الامير الوليد بن طلال من جهة ووزارة السياحة ومحافظة مدينة دمشق من جهة اخرى، وهي تهدف الى المساهمة في تطوير القطاع السياحي والفندقي في سورية والقيام بمختلف الاعمال المتعلقة بنشاطات الشركة واقامة وتجهيز واستثمار وتشغيل فندق "فورسيزونز" في دمشق. ويتألف الفندق من كتلة برجية تشكل مبنى الفندق الاساسي مع متمماته وتحوي على 342 غرفة وجناحاً بمساحة طابقية مقدارها 770.35 ألف متر مربع علاوة على خمسة مطاعم ونادٍ رياضي وقاعة مؤتمرات تتسع لألف شخص، اضافة الى شقق مفروشة في منطقة زقاق الصخر في الكتلة الثانية مع المطاعم والمحلات التجارية الخدمية ومواقف السيارات بما يتلاءم مع النظام العمراني للمنطقة ويحافظ على البيئة الطبيعية والاتساق الجمالي للحدائق القائمة. وسنقيم حدائق جديدة مجاورة للفندق ونعمد الى ترميم الجامع الاثري المبني قبل 800 سنة ليكون أحد المرافق السياحية في المنطقة ونقطة جذب للزيارات الدينية. ما نسبة مساهمة الدولة في المشروع؟ - تبلغ كلفة المشروع 62 مليون دولار لكن رأس مال الشركة مع الأرض يبلغ 95 مليوناً، حصة الحكومة منها 35 في المئة. هل كان هناك منافس للوليد بن طلال؟ - فاز عرض الأمير الوليد على عرض "الشركة الكويتية للاستثمارات العقارية" وفق دراسة علمية اقتصادية مالية من قبل الجهات السياحية المعنية كافة ونحن بصدد تأمين مواقع وأراض لجميع الشركات العربية والأجنبية القادمة للاستثمار السياحي. ماذا عن موازنة وزارة السياحة عام 1998؟ هل من زيادة في بنودها؟ - موازنة الوزارة تحتسب من خلال الموازنة العامة للدولة. لسنا وزارة مستهلكة بل وزارة منتجة تؤمن لموازنة الدولة 500 مليون ليرة سورية الدولار يساوي خمسين ليرة اما الدخل القومي فسيبلغ بليون دولار وهو الانفاق الذي يوفره السياح.