أعلن وزير الزراعة اللبناني شوقي فاخوري وسفير فرنسا في لبنان دانيال جوانو في مؤتمر صحافي مشترك عقداه أمس الثلثاء اتفاق التعاون الزراعي بين لبنانوفرنسا. وكان الجانبان اللبناني ممثلاً بالوزير فاخوري والفرنسي ممثلاً بوزير الزراعة لويس لوبانسيك وقعاه في 7 نيسان ابريل الجاري في باريس. واعتبر فاخوري ان "لبنان يتوخّى من سلسلة اتفاقات التعاون التي يعقدها مع دول عربية وأوروبية وأميركية تصحيح الخلل في الميزان التجاري الحاصل لمصلحة بعض الدول. وهذا ما دفعنا الى الاتجاه نحو البلدان الأوروبية لعقد اتفاقات ثنائية بعد تعثر مفاوضاتنا مع الاتحاد الأوروبي بسبب الشق الزراعي". وقال ان "اتفاقاً مماثلاً سيعقد مع المانيا في تموز يوليو المقبل، على أن نبحث مع دول أخرى في الاتحاد الأوروبي في امكان عقد اتفاقات مماثلة. وسنبدأ مفاوضات مع انكلترا وهولندا قريباً". وأوضح الوزير ان "لبنان طرح، إذا كان متعذراً في الوقت الحاضر وبسبب معايير معينة مطلوبة في بعض السلع الزراعية استيراد مثل هذه السلع من لبنان، دعم القطاعات الانتاجية وفي طليعتها الزراعة عن طريق تقديم المعونة الفنية والتقنية وتحسين مستويات الانتاج وتسهيل التصدير والمساعدة على خفض فاتورة الاستيراد السنوية التي يعانيها لبنان، والتي بلغت مع الاتحاد الأوروبي نحو خمسة بلايين دولار منها 5،1 بليون في القطاع الزراعي". وأضاف: "اننا نعمل من خلال هذه الاتفاقات وتنمية القطاعات الإنتاجية، خصوصاً الزراعية والتصنيع الغذائي، على سدّ الفجوة الغذائية التي ندفع ثمنها بليوني دولار سنوياً". وأشار فاخوري الى انه "الاتفاق الأول من نوعه مع فرنسا يكرس التعاون العلمي والتقني لتطوير الانتاج الزراعي والثروة السمكية والحيوانية وتحسين كل العناصر المكملة للقطاع الزراعي". وأعلن انه "تم تعيين لجنة لمتابعة تنفيذ الاتفاق. وقدّم الجانب اللبناني لائحة من المشاريع المقترحة لإقامتها في لبنان تمول باستثمارات مشتركة فرنسية - لبنانية أو فرنسية في مجال التصنيع الغذائي والثروة السمكية والغابات". وقال: "ان وزارة الزراعة الفرنسية ستدرس هذه المشاريع لتزودنا جواباً عنها". وأشار الى ان الجانب اللبناني التقى ممثلين لپ24 شركة ومصنعاً و"أبدينا لهم اهتماماً بإقامة مشاريع مشتركة في مجال التصنيع الزراعي". من جهته قال جوانو ان هذا الاتفاق يبرر الأهمية التي تعلقها بلاده على القطاع الزراعي ومجال التصنيع الغذائي". وأشار الى ان "فرنسا تحتل المرتبة الثانية في العالم في مجال تصدير المنتجات الزراعية والغذائية بعد الولاياتالمتحدة وأنها اكبر دولة زراعية في الاتحاد الاوروبي". كما لفت الى ان "فرنسا تصدّر الى السوق اللبنانية وتستورد من الانتاج اللبناني". وأن "لبنان يريد ان يعيد التوازن الى التبادل الزراعي بين البلدين". ويشار الى وجود خلل كبير في الميزان التجاري مع فرنسا، اذ بلغت قيمة واردات لبنان العام الماضي نحو 665 مليون دولار، سنوياً فيما بلغت قيمة صادراته الى فرنسا نحو 40 مليون دولار.