تشكل الزراعة فرصاً هائلة للتنمية وخلق فرص عمل للشباب في المغرب، لكنها ستواجه تحديات اقتصادية ومناخية وغذائية خلال السنوات والعقود المقبلة، إذ ستتزايد أهمية الإنتاج الزراعي لمواجهة ارتفاع الحاجات الغذائية العالمية، نتيجة تنامي الطلب بعد زيادة عدد السكان. وجاءت هذه الخلاصات الأولوية خلال افتتاح المناظرة الدولية للزراعة، على هامش «المعرض الدولي للزراعة» أمس في مكناس في المغرب بمشاركة وزراء الزراعة من فرنسا وإسبانيا والاتحاد الأفريقي وساحل العاج وجنوب أفريقيا، ومنظمات محلية وإقليمية ودولية، أجمعت على أن العالم سيحتاج إلى توفير 450 مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام 2050، خصوصاً في أفريقيا حيث يقدر عدد طالبي العمل بنحو 10 ملايين شخص سنوياً، في قارة يعمل في الزراعة نحو 70 في المئة من السكان، ما يجعلها تشكل مجالات خصبة لاستحداث ملايين فرص العمل للشباب، وتطوير الإنتاج الغذائي والارتقاء الاجتماعي والتنمية الاقتصادية بالاعتماد على التمويلات المصرفية والتكنولوجيا الحديثة والحوافز الحكومية. واعتبر وزير الزراعة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية المغربي عزيز أخنوش، أن بلده حقق نهضة زراعية وغذائية هائلة خلال السنوات ال10 الماضية، بفضل برنامج «مخطط المغرب الأخضر» الذي بدأ عام 2008، وأتاح مضاعفة الإنتاج الزراعي مرتين، ورفع القيمة المضافة في الصادرات الغذائية التي أصبح يحتل فيها المغرب الريادة الإقليمية، وحتى العالمية في بعض المنتجات، مثل زيت أرغان وبعض النباتات الطبية. وقدرت الاستثمارات في المخطط الزراعي، الذي بقي ينمو بمعدل 7 في المئة سنوياً، أي أكثر من النمو الاقتصادي، بأكثر من 105 بلايين درهم (11 بليون دولار)، وأصبح يغطي كل الحاجات الغذائية المحلية، واستفاد منه أكثر من 13 مليون شخص. وقال أخنوش إن «الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة والطاقات المتجددة والتمويلات الحافزة، ساعد على تحسين الإنتاج الزراعي والغذائي والحيواني وخلق أكثر من 825 ألف فرصة عمل في القطاع، الذي أصبح يستخدم تقنية الري المحوري بالتنقيط، للتحكم في موارد المياه العذبة». وأضاف: «بلغت المساحات المزروعة 550 ألف هكتار بكلفة استثمارية قدرت ب37 بليون درهم، وبلغت الاستثمارات في بناء السدود أكثر من 21 بليون درهم، وساعدت هذه التقنية على زيادة الإنتاج حتى في المناطق الأقل أمطاراً في الصحراء، وتحويل زراعة الحبوب نحو الأشجار المثمرة وزيت الزيتون أو المنتجات والفواكه الموجهة للتصدير، خصوصاً نحو أسواق الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وأفريقيا». وتوقع أن «يرتفع الإنتاج المغربي من الحبوب الرئيسة إلى نحو 10 ملايين طن خلال موسم الصيف المقبل بفضل الأمطار الكثيفة، التي زادت عن معدلاتها السابقة». ويذكر أن «المعرض الدولي للزراعة» في مكناس يُعقد سنوياً لمناقشة آفاق القطاع الزراعي وتربية الماشية والنتائج المحققة في المغرب والخارج.