قال مصدر ديبلوماسي صيني رفيع المستوى لدى السعودية ل "الحياة" إن الصين سترفع وارداتها من النفط السعودي إلى أربعة أضعاف السنة الجارية، لتصل إلى نحو 18 مليون طن من النفط الخام، ما سيجعلها أحد أكبر مستهلكي النفط السعودي في آسيا. وأوضح المصدر ان واردات الصين من النفط السعودي بلغت العام الماضي 5،4 مليون طن. وأضاف ان دولاً آسيوية مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها تستورد ما يزيد على 60 في المئة من النفط السعودي، الأمر الذي يجعل واردات هذه الدول من الخام السعودي تفوق ما تستورده أميركا وأوروبا. وأكد المصدر أنه على رغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الدول الآسيوية، إلا أن آسيا ستظل من أكبر مستهلكي النفط الخام السعودي. وكان علي النعيمي، وزير النفط السعودي، أكد في كلمته أمام مؤتمر البترول العالمي في بكين العام الماضي، ان تحول السعودية تجاه آسيا لم يكن على حساب علاقاتها بعملائها القدامى في الولاياتالمتحدة أو أوروبا. وقال إن أسواق الولاياتالمتحدة وأوروبا مهمة جداً بالنسبة للسعودية. وأشار إلى أن بلاده تدرك أن مكاسب السوق الفورية قصيرة الاجل قد تبدو جذابة لمقتنصي الفرص، غير أنها لا تؤسس علاقات جيدة على المدى الطويل. وتتوقع السعودية التي تملك أكبر احتياط نفطي في العالم، بروز تحديات مثيرة في القرن المقبل، خصوصاً في مجالي التكرير والتسويق. وتركز في توجهاتها المستقبلية على تكوين التحالفات التي ستستمر في مجال صناعة النفط والتي ستزيد اعتماد الجهات المختلفة على بعضها البعض وترفع كفاءة وفعالية الأداء في هذا المجال. وعلى رغم الأزمة الآسيوية التي اجتاحت معظم دول جنوب شرق آسيا وكانت أحد أسباب انخفاض الطلب على النفط، إلا أن المراقبين يشيرون إلى أن التأثيرات على الصين والهند كانت طفيفة، مؤكدين توجه الدول المنتجة للنفط في الخليج وفي مقدمها السعودية، إلى هاتين الدولتين في محاولة لزيادة الصادرات من جهة والدخول في شراكات محتملة في قطاعي التكرير والتسويق والصناعات البتروكيماوية من جهة أخرى. ويتوقع المراقبون أن تكون مضاعفة الصين لوارداتها من النفط السعودي كافية لتغطية جزء كبير من النقص الذي سجلته واردات دول اسيوية أخرى بعد انهيار اقتصاداتها.