اتخذت اسرائيل قراراً باقامة مبنى للمسافرين في الجانب الاسرائيلي من مطار العقبة - ايلات المعروف باسم "مطار السلام" بهدف استيعاب حركة نقل المسافرين على الطائرات المقلعة من اوروبا في طريقها الى اسرائيل عبر المطار المذكور. وقالت مصادر في سلطة الطيران المدني الأردني ان هذه الخطوة من شأنها حل مشكلة "مطار السلام" العالقة بين الأردن واسرائيل والذي يعتبر أحد الثمار القليلة لعملية السلام بين البلدين. وأوضحت ان الجانب الاسرائيلي هو الذي سيتكفل بالانفاق على هذا المشروع الذي سيقوم على مسافة تبعد أربعة كيلومترات من مدرج المطار الذي يقع في الجانب الأردني وتقدر تكاليفه بنحو عشرة ملايين دولار. وأضافت ان اقامة مبنى المسافرين في الجانب الاسرائيلي من المطار من شأنه ان يوقف الجدل الدائر بين الأردن واسرائيل في شأن التشغيل المشترك لمطار العقبة - ايلات والذي لم يحل بعد على رغم تشغيل هذا المطار لفترة تجريبية مدتها أربعة أشهر بدأت مطلع تشرين الثاني نوفمبر الماضي وانتهت مطلع آذار مارس. وكان انشاء "مطار السلام" ليكون خلفاً لمطاري ايلات الاسرائيلي والعقبة الأردني، أحد المشاريع التي اتفق الجانبان الأردني والاسرائيلي على تنفيذها عقب توقيعهما اتفاقية سلام بينهما في تشرين الأول اكتوبر 1994. واتفق الطرفان على ان تغلق اسرائيل مطار ايلات الصغير المحاذي لمطار ايلات الاسرائيلي ومطار اسرائيلي صغير آخر يدعى مطار أوفدا ليحل محلهما مطار العقبة الأكبر مساحة في استقبال واقلاع الطائرات من هذه المنطقة واليها. وعلى رغم اتفاق الطرفين على ذلك، الا ان اسرائيل ماطلت طويلاً قبل ان توافق على تشغيل المطار للفترة التجريبية المشار اليها قبل ابرام الاتفاق النهائي مع الأردن على اعتماد "مطار السلام"، بوصفه المطار الوحيد الذي يخدم المنطقة الجنوبية في كل من الأردن واسرائيل، وهي منطقة يبني عليها الطرفان آمالاً كبيرة في مجال النشاط السياحي. ويشير المراقبون الى ان معظم الذرائع التي قدمتها اسرائيل كانت ذات صلة وثيقة بالهواجس الأمنية، وهي ذرائع تنتهي بسبب وقوع المبنى الجديد داخل الأراضي الاسرائيلية، ما يعني انها تكون مسؤولة عن أمن المسافرين من المبنى والقادمين اليه. وباقامة هذا المبنى سيصبح هناك مبنيان للمسافرين المبنى الموجود في الجانب الأردني والمبنى الجديد في الجانب الاسرائيلي. ويربط بين المبنيين ممر تسير عليه الباصات التي تنقل المسافرين بين المبنيين قبل اقلاع الطائرات ولدى هبوطها. ويتوقع الأردنيون ان يؤدي انشاء هذا المبنى الى زيادة عدد الرحلات عبر المطار والتي لا تزيد في الوقت الراهن على ثلاث رحلات اسبوعياً في حين يرون ان المطار قادر على استيعاب عدد من الرحلات يراوح بين 30 و35 رحلة في الاسبوع. وكان "مطار السلام" أحد المشاريع القليلة التي اعتبرت من ثمار السلام، حيث يقوم المشروع على فتح مطار ايلات الاسرائيلي على مطار العقبة الذي يتمتع بمساحة أكبر على بعضهما بعضاً، بحيث يتحول المطار الناتج عن المطارين المحليين الى مطار اقليمي يمكنه استقبال الطائرات بسهولة. واجرت دراسة الجدوى لاقامة المطار شركة اميركية قدرت كلفته بنحو 125 مليون دولار خفضت بعد ذلك الى 95 مليون دينار.